الأحداث اليومية التي تشهدها البلاد بكل ما ينتج عنها من جرحي وقتلي جعل المستشفيات الحكومية تعلن حالة الطوارئ مما انعكس بالسلب علي المرضي الذين أصبحوا يعانون من تدهور الخدمات وتوقف أقسام الاستقبال والنقص الشديد في فصائل الدم. نبيل السيد عبدالغني مريض بسرطان الكبد يبكي قائلاً: ذقت الأمرين في معهد الأورام خاصة في ظل الأحداث السياسية التي تمر بها البلاد جلسات الكيماوي مؤجلة والأدوية غير متوافرة ونشتريها من الخارج خاصة عقار الإنترفيرون والحجة هو عدم الاستيراد وامتناع بعض الشركات عن تصدير الكمية المطلوبة لنا. وتضيف سحر عويس بمعهد الكبد بعد الأحداث السياسية التي تمر بها البلاد لاحظنا الاستهتار بحالات المرضي خاصة في المستشفيات الحكومية وانتشار اللامبالاة ذهبت للمعهد لإجراء بعض التحاليل "أخذ عينة من الكبد" منذ بداية شهر رمضان قالوا إن النتيجة بعد أسبوعين ومر شهران فهل يعقل أن تظل نتيجة تحليل عينة من الكبد أكثر من شهرين وحالتي في تدهور مستمر. خالد حسين يشكو من أنه حصل علي تحويل من التأمين الصحي إلي مستشفي الهلال لإجراء جراحة لابنه الذي يعاني من كسر بقدمه ويحتاج إلي تركيب شرائح ومسامير ويقول ذهبت أكثر من مرة إلي المستشفي ولا أجد مكاناً وحالة ابني تسوء وفي إحدي المرات طالبوني بدفع فرق الدرجة لعدم وجود مكان في المجاني. تضيف سميحة عبدالعاطي مريضة بقصر العيني أنتظر استخراج قرار علاج من الوزارة لعلاج الكبد بعقار الإنترفيرون وأخذ العلاج اللازم خاصة أنني مريضة بتليف بالكبد وفيروس C دون جدوي. تضيف سيدة محمد استخرجت قراراً علي نفقة الدولة لإجراء عملية تغيير مفصل منذ شهر وكلما ذهبت إلي المستشفي تتأجل وآخر ميعاد 25/9 ونتساءل كيف ينتظر المريض كل هذا لإجراء جراحة عاجلة. أما أحمد عرابي من سوهاج يقول إن جهاز الإشعاع بمعهد الأورام بسوهاج معطل منذ أكثر من عشرة أيام مما يؤدي إلي تدهور حالات المرضي. يضيف سيد جابر أحتاج إلي جراحة مياه بيضاء بالعين وزرع عدسة بالعين اليمني وإزالة جسم زجاجي وحقن بالعين ومستشفي الحسين الجامعي الحكومي طالبني بمبلغ 3000 جنيه. الدكتور خالد الخطيب رئيس الإدارة المركزية للرعاية الطبية الحرجة يقول السبب أن وزارة الصحة رفعت حالة الطوارئ بالمستشفيات خلال الفترة السابقة لاستقبال أعداد كثيرة من المصابين لعدم كفاية المستشفيات الميدانية في الأماكن القريبة من الأحداث واختصاصها بالإصابات الخفيفة وإرسال الحالات التي تحتاج إلي تدخل طبي إلي المستشفيات إضافة إلي الحالات الطارئة التي تستقبلها المستشفيات. عجز الدم أوضح الخطيب: نواجه عجزاً بالدم لأنه ليس له بديل صناعي علي عكس الأدوية التي يمكن شراؤها من أكثر من شركة ولابد من حث المواطنين علي التبرع. علي الجانب الآخر يؤكد الدكتور محمود هريدي وكيل وزارة الصحة بالجيزة أن المستشفيات بمحافظة الجيزة قامت بدورها فقد استقبلنا 199 حالة خرج 74 حالة منها ومازال 35 حالة تتلقي العلاج حتي الآن وأننا كنا علي استعداد لأن محافظة الجيزة كان يتمركز فيها اعتصام النهضة وتشهد مظاهرات أسبوعية أما عجز الدم فإن الوزيرة أصدرت قراراً بفتح مستشفي أم المصريين وإمبابة العام والوراق للتبرع بالدم من خلال طاقم متخصص من وزارة الصحة. نقص الفصائل السالبة أكد الدكتور خالد مخلوف مدير مستشفي الهرم أنه تم إمداد المستشفيات بالأدوية وأكياس الدم فلم تظهر مشكلة أثناء الأحداث رغم تزايد أعداد المصابين وأن ارتفاع أعداد المصابين استهلك كثيراً من موارد المستشفيات وأن أثره سيظهر الأيام القادمة. يؤكد مخلوف أننا نعاني حالياً بشكل عام من نقص في بنوك الدم وخاصة الفصائل السالبة ولابد أن يقوم المواطنون بالتبرع لسد العجز مضيفاً أن ثاني المشكلات التي نواجهها هي حظر التجوال الذي أحدث عجزاً في أعداد التمريض والأطباء لأن كثيراً منهم يجدون صعوبة في الوصول إلي المستشفي. استنفار طبي ويشير الدكتور محمد شوقي مدير مستشفي المنيرة العام إلي أنه تم رفع حالة الطوارئ إلي أقصي درجاتها فنحن في حالة ما يسمي استنفار أمني وطبي في ظل تواجد فرق طوارئ مضاعفة من الأطباء والتمريض كما تم تزويد المستشفي بالأدوية اللازمة لفترة تصل من 3 إلي 6 أشهر لاستقبال أكبر عدد ممكن من المصابين ويوجد رصيد كاف من أكياس الدم لأن المستشفي من القلائل الذي يحتوي علي بنك دم مضيفاً أنه بالنسبة للخدمة الطبية فنحن مدربون جداً. يضيف شوقي استقبلنا حوالي 25 حالة جميعهم أصيبوا بطلق ناري ولم يبق منهم سوي 6 حالات وفي ظل هذه الظروف لم نواجه أية صعوبات أو نقص في الأدوية أو أياً من فصائل الدم المختلفة. الدكتورة سهام الباز مدير بنك الدم بالهلال الأحمر المصري تؤكد رفع حالة الطوارئ وفي ظل أزمة نقص أعداد أكياس الدم ونظراً لكثافة الطلب عليها لإسعاف المصابين قمنا بإطلاق حملة لدعوة المواطنين وحثهم علي التبرع بالدم لإنقاذ المصابين وبالفعل تمت الاستجابة لهذه الدعوة من قبل المواطنين وتم توفير كمية كافية من أكياس الدم من كافة الفصائل.