انتشرت أبراج تقوية شبكات المحمول بكثافة فوق أسطح العقارات وأصبح الشارع الواحد به أكثر من ثلاثة أبراج مما يعد مخالفة للمواصفات القياسية وشروط الأمان المعمول بها دوليا.. الجديد في المأساة أن أصحاب العمارات لا يهتمون بأدني معايير المحافظة علي حياة السكان ويتركون الأسطح مفتوحة للأطفال يلعبون ويمرحون بجوار قنابل موقوته. مصطفي حافظ طالب يروي حادث بشع شاهده منذ أيام أثناء مروره بجوار أحد العقارات الموجود علي سطحها برج لتقوية شبكات المحمول عندما فوجئ بصوت شديد يشبه الانفجار وعندما تبين الأمر وجد طفلا لا يتجاوز عمره عشر سنوات ملقي علي الأرض وقد غطي الدم وجهه واتضح انه كان يلعب مع أقرانه فوق السطح بالقرب من البرج وعندما اصطدم به صعق وسقط بالشارع. ثابت كامل يقول إن المأساة تكررت أكثر من مرة مطالبا بتأمين الاسطح وعمل بوابة حديدية لمنع دخول السكان حرصا علي حياة الاطفال من اللعب بجوار البرج الذي يعد بمثابة كابل كهربائي مكشوف يهلك كل من يقترب منه الاطفال وهم لا يعلمون مدي خطورته ولكن أصحاب العقارات لا يهتمون إلا بتحصيل الإيجار المرتفع من شركات المحمول والذي قد يصل لأكثر من 75 ألف جنيه سنويا. شروط الأمان يشكو أسامة إسحاق مشرف بشركة أوراسكوم من انتشار أبراج المحمول علي أسطح العقارات بشكل مبالغ فيه مع إغفال شروط الأمان فلابد أن يكون البرج بعيدا عن المنطقة السكانية بحوالي 500 مترا ولكن هذا لا يحدث فالأبراج داخل الكتلة السكانية وهناك أكثر من برج بنفس الشارع وعلي مسافات متقاربة جدا مما يعرض حياة السكان لخطر الإشعاعات الكهرومغناطسية والتي أدت لانتشار الأورام السرطانية بكثافة في الآونة الاخيرة. يقول محمود صابر أراد صاحب العقار تركيب برج لتقوية المحمول فرفض جميع السكان وحدثت بيننا مشاجرات عديدة بالأسلحة الآلية والبيضاء ونتج عنها وفاة أحد السكان وإصابة آخرين وعلي الرغم من ذلك أصر علي تركيبها رغم أنف الجميع طمعا في القيمة الايجارية المرتفعة لها التي يستطيع من خلالها تحقيق مكاسب تفوق أضعاف ما يدفعه جميع السكان. سحر إسماعيل طبيبة أطفال: السبب الرئيسي في انتشار أبراج المحمول هو فساد المحليات التي تمنح التراخيص بعد دفع الرشاوي فكل ما يهمهم مصلحتهم غير عابئين بالاضرار الناجمة عنها والإشعاع الذي يصدر منها فمعدل امتصاصه بالنسبة للسيدات الحوامل والاطفال أكبر بكثير وهذا ينذر بأجيال مصابة بأمراض عديدة كالأورام السرطانية وارتفاع ضغط الدم وإرهاق وصداع مستمر وضعف بالبنيان. ويستنكر أحمد حسين محاسب وجود أبراج تقوية المحمول في كل مكان سواء علي أسطح المنازل وبالقرب من مجمع المدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة ومحطات المترو حتي الحدائق العامة فلم تخل منها فتم تصميمها علي شكل نخلة كما في الحديقة الدولية والأورمان وحديقة الحرية بالأوبرا فالإشعاع يهدد حياتنا إينما ذهبنا. ويطالب دانيال جرجس بتشكيل فرق متخصصة من وزارة الاتصالات للتفتيش علي هذه الأبراج وإزالة المخالف منها الذي يصدر منه نسب إشعاع تتجاوز المسموح بها دوليا حتي نحد من مرض سرطان الأطفال المتزايد مع قلة عدد المستشفيات وارتفاع تكاليف علاجه لذلك أريد تشديد الرقابة وعدم السماح بإنشاء أبراج مخالفة تفتقر لأدني عوامل الأمان. قوانين منظمة وبمواجهة اللواء ياسين عبدالباري رئيس حي غرب القاهرة أفاد بأن شركة المحمول تقوم بعمل تعاقد مع مالك العقار حتي يتثني لها تأجير المكان الذي سيتم إنشاء البرج عليه وبعدها يتقدم بطلب للحي للحصول علي تراخيص للبناء ولكن لا يتم منحه التراخيص اللازمة إلا بعد موافقة عدة جهات منها وزارة البيئة والمحافظة والصحة ويتم البناء وفقا لقواعد وشروط أقرها رئيس الوزراء بالتنسيق مع شركات الاتصالات حفاظا علي صحة المواطنين. أما بالنسبة لعمليات الصيانة فمن المفترض أن تتم من جانب الشركة المتعاقدة علي أن تكون بصفة دورية. الدكتور شريف كامل أستاذ القانون الجنائي أكد أن المسئولية القانونية لتأمين هذه المحطات تقع علي كل من الشركة المتعاقدة ومالك العقار وأنها لا تنحصر في تركيب الشبكة وحدها ولكن لابد من عمل الاحتياطات اللازمة لتأمينها بحيث يتم تركيب بوابات علي أسطح العقارات المنشيء عليها وكذلك صيانة دورية لوصلات الكهرباء لمنعها من التآكل بفعل العوامل الجوية.