لعن الله الكرسي فبسببه طغي حكام وبغوا وعاثوا في الأرض فساداً وبسببه أطيحت بملايين من الرءوس ظلماً وعدواناً. وفي النهاية رحل الطاغية وسقط حكمه وتخلي عنه من كانوا حوله يوسوسونه ويشجعونه علي ظلمه وتجبره. وصار في مذبلة التاريخ تشاهد في الدنيا علي ما اقترفته يداه. وكلما أتت سيرته انهالت عليه اللعنات والدعاء عليه بألا يرحمه الله وأن يقتص لهم منه في الآخرة لينال جزاء ما كان يفعله وهو الدرك الأسفل من النار مع فرعون وهامان والنمرود وغيرهم. الغريب رغم دروس التاريخ لم يتعظ بشار سوريا شأن كل الطغاة ولم يأخذ العبرة ممن سبقه سواء في الماضي البعيد أو في العصر الحديث. وآخرهم القذافي وكيف كانت نهايته. ولكن هذا هو الكرسي الملعون عندما يستبد بالإنسان يجعله لا يسمع ولا يري ولا يفهم. فقد سد أذنيه عن أي نصائح توجه إليه أو حتي من ضميره عندما يستيقظ. والأغرب كيف ينام مثل هذا الصنف من البشر؟ وكيف يتمدد قرير العين علي فراش ملطخ بدماء الآلاف من الضحايا؟ وإلي أي مدي يستمر في عناده؟ وألم يعلم أن لكل بداية نهاية وها قد اقتربت نهايته. فقد احتشدت الدول ضده بزعامة واشنطن. بعدما نسي أن الله أكبر فراح يضرب شعبه بالأسلحة الكيماوية غير مكتف بضربهم بالدبابات والطائرات والصواريخ وكأنه يحارب إسرائيل. التي لم يلق عليها حجراً واحداً بعد وفاة والده الذي كان كذلك. ليكون ذاك الشبل من هذا الأسد فكلاهما ظلم شعبه وعاش علي جماجم عشرات الألوف من الأبرياء. ومجزرة حماة ليست ببعيدة والتي تعد وصمة وعاراً علي الأب الذي أظنه بعد مجازر شبله أنه ملاك. فقد بلغت الإحصاءات تجاوز عدد القتلي ال 120 ألف قتيل ناهيك عن المصابين والمشردين وهو ما لم يفعله القذافي رغم جبروته. أقول لبشار اعقلها واحسبها صح لأنك إما مطارد أو مقتول لا محالة ونهايتك اقتربت. وإن الله يسلط أبداناً علي أبدان. وها قد سلط الصليبييون. عليك بتسليم السلطة اليوم قبل الغد لمن يخلفك وفق الدستور. كي تفوِّت الفرصة علي المتربصين بالعرب وبالمسلمين. وانفذ بجلدك إلي أي دولة تقبل أن تأويك لأنك لن تستطيع تسليم نفسك طواعية لشعبك كي يحاكمك بعد أفعالك المشينة. فقد فات أوان التسامح والتصالح والصفح ويدك ملطخة بالدماء. وصورتك تشبه صورة الشيطان وسيرتك فاقت سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان أداة الخليفة عبدالملك بن مروان لإرضائه علي حساب 120 ألف مسلم بينهم 80 ألفاً من النساء وعبدالله بن الزبير ابن الخنساء ابنه أبو بكر صديق. في مقابل تعيينه حاكماً علي الجزيرة والعراق. وإن كان الحجاج كان ينفذ أوامر رئيسه. أما أنت يابشار يا خليفة ابن مروان حيث كانت الخلافة في دمشق حينها ستتحمل أوزار جيشك الذي أمرته بقتل شعبك. أي مصيبتك أكبر وعقابك مضاعف عندما تجد نفسك أمام الله فرداً تحاسب حساب الملكين. من أجل "ملك" أو كرسي هو في النهاية زائل. أفق يا بشار وتعقَّل فرصيدك أوشك علي الانتهاء. وكفِّر عن سيئاتك وتب واستغفر ربك عسي أن يتقبل ولا تفعل كما فعل فرعون عندما قال آمنت برب موسي وهو يصارع الأمواج فلم يتقبل الله منه وأبقي علي بدنه كي يكون عبرة لمن يعتبر فهل تعتبر يا بشار؟!! كما أتمني أن تستفيد جماعتنا من مثل هذه الدروس. وألا يركبوا رءوسهم ويظلوا في عنادهم حتي ولو كان معهم الحق من وجهة نظرهم. وأذكرهم بما فعله الإمام الحسن بن علي عندما تنازل لمعاوية بن أبي سفيان عن الخلافة.. رغم أحقيته لها ورغم أن الغلبة كانت وستكون له لكثرة أنصاره وجنده وعتاده. وليعلم إخواننا أنهم أداة في يد الغرب ومطية لتمزيق مصر وصولاً إلي الشرق الأوسط الجديد. فهي العقبة الأخيرة الباقية بعد ضياع أكبر جيشين في المنطقة هما جيش العراق ومن بعده سوريا ولله الأمر من قبل ومن بعد..!