بين عام وأخر تزداد أطماع المدرسين ويقع الطلاب وأولياء أمورهم فريسة لهم بعد أن حولوا العملية التعليمية الي بيزنس والدور الثاني "الملاحق" الي باب خلفي لتحقيق ثروات وأرباح خلال فصل الصيف الذي يتوقف فيه قطار الدروس الخصوصية. عدد هائل من المدرسين وضعوا أنفسهم علي عروش الكنترولات للتحكم في مصائر الطلبة بينما أشاع البعض الأخر قدرته علي تعديل وتغيير أي نتيجة لصالح من يدفع أكثر. تقوم صباح محمود - ربة منزل - نجلتي في الصف السادس الابتدائي بأحدي المدارس الحكومية ورسبت للمرة الثانية في مادة الرياضيات بالرغم من حصولها علي درجات مرتفعة في باقي المواد في العامين الماضيين وبالرغم من سداد مبلغ 150جنيه كرسوم إجبارية لإدارة المدرسة وأخري لمدرس المادة العام الماضي إلا أنها رسبت هذا العام ايضا وفي نفس المادة وعند سؤال المسئولين بالمدرسة أجابوا بكل برود بأنه لابد من سداد نفس الرسوم السابق سدادها حتي تحصل علي النجاح. تضيف نبيلة محمود - خياطة - رسبت ابنتي في مادة اللغة العربية مع العلم بأن مدرس الفصل هو المشرف علي دروسها طوال العام "درس خصوصي" وعند رسوبها أبلغني بأنه علي استعداد لانجاحها مقابل 200 جنيه له ومثلها لإدارة المدرسة. ظاهرة سيئة يشير نبيل مصطفي - موظف بجامعة حلوان - ان اولياء الامور يعانون من هذه الظاهرة في المدارس ولابد من الحد منها. ولكن الاغرب من ذلك ان نجد مديري المدارس هم الذين يساعدون علي تفشي تلك الظاهرة. يري أحمد عبدالحميد - موظف - بأن كلا من المدرسين وإدارات المدارس يستحلون دم أولياء الامور حتي في مصائبهم فبدلا من مساعدتهم في عبور الطلبة الأزمة يسارعون بطلب المال شريطة نجاح الطالب. أما فايز فارس - طالب - يري أن المدرسين لا يقومون بأداء واجبهم علي أكمل وجه بل يعتمدون علي الدروس الخصوصية طوال العام ولم يمنعهم رسوب الطلبة من استغلال تلك المحنة بل يزايدون عليها. منظومة خاطئة يوضح إبراهيم محمود - مدرس - أن منظومة التعليم خاطئة لأن راتب المعلم حتي الآن ضعيف بالنسبة للحياة المعيشية بالرغم من وجود كادر المعلمين ولابد من تعديل ذلك بما يتواءم مع الظروف الحالية. الي جانب عدم وعي وثقافة أولياء الأمور وعدم النظر الي مؤهلات ابنائهم الفكرية والعلمية الأمر الذي أدي الي تبادل الاستغلال. مواجهة بمواجهة المسئولين أكد السيد سويلم - وكيل مديرية التربية والتعليم بالقاهرة - أن هناك قلة من المدرسين معدومي الضمير يتلاعبون بأولياء الامور ويوهمونهم بأن الكنترول لعبتهم مشيراً إلي عدم صحة ذلك حيث أن الكنترول وخاصة بسنوات النقل يخضع لرقابة شديدة ومتابعة من قبل المديرية والإدارة التعليمية التابع لها المدرسة حتي وان حدث ذلك وثبت الجرم بعد التحقيق يتم مجازاة المدرس بالنقل من المدرسة واستبعاده عن التدريس نهائياً كما أنه في هذه الحالة لابد من مساعدة أولياء الأمور للمسئولين حتي نقضي علي هؤلاء القلة من المدرسين بتقديم شكوي ضدهم. جريمة في حق الطالب يعترف صفي الدين شعراوي - وكيل مديرية التربية والتعليم بالجيزة - أن بيزنس الملاحق مخالفة مثل باقي المخالفات الموجودة بالمجتمع ترتكب من بعض المدرسين معدومي الضمير وتمثل جريمة في حق الطالب وحق المدرس نفسه وسبق وأن تعرض لمثل هذه المخالفات عندما كان مدير عام إدارة ولكن المشكلة في امتناع ولي الأمر عن الافصاح عن اي اتفاق بينه وبين المدرس المسئول عن الكنترول وعندما يخل باتفاقه يقع المحذور ونجد ولي الأمر يهرول علي الادارة التعليمية ويتقدم بشكوي ضد المدرس النصاب وهنا يتم التحقيق وإذا ثبتت الواقعة يتم معاقبة المدرس محل الشكوي بعدم وضع أي امتحانات وعدم مشاركته في أعمال الكنترول كما أنه في حالة الشكوي من مدرسة أكثر من مرة وحتي وان لم تثبت الواقعة فأنه يصدر قرار بوضع الامتحانات من قبل مدرسة أخري حتي وان كان هذا وقت الامتحان مناشدا أولياء الأمور بعدم السكوت والخوف من أي مدرس وتقديم شكوي ضده في حالة مساومة ولي الأمر علي نجاح ابنه حيث ان السكوت يعتبر جريمة في حق الطالب أولا قبل المدرس. الرقم السري لا يعلمه أحد يضيف مختار شاهين - مدير عام إدارة القناطر الخيرية - أن الرقم السري الخاص بأوراق الاجابة للطلاب لا يعلمه أحد بالمدرسة كما أن المدرسة المعروف انخفاض مستواها التعليمي تراجع نتيجتها مرة واثنين من قبل الموجهين والموجهين العموم لكل مادة بالادارة والمديرية واذا شك أحدهم في ورقة اجابة اي طالب تفحص بدقة وفي حالة ثبوت أي تلاعب يعاقب المسئول ومن يساعده معاقبة شديدة تصل لنقله للإدارة التعليمية وبقائه عضو فني فقط ولم يعد للتدريس حتي يكون عبرة لأي مدرس يرتكب مثل هذه الجريمة.