انت فين "ياض" يا علي؟؟؟ عبارة كانت تقع علي قلبي بردا وسلاما كلما رن تليفوني وكان الطالب الأستاذ محمود نافع.. سمعتها كثيرا حينما كان يطلبني لمساعدة مريض وعندما مرض هو لم يخبرني.. بل فوجئت بتليفون من الحبيب الأستاذ جلاء جاب الله ليخبرني ان الأستاذ محجوز بمستشفي هليوبوليس.. اتصلت بالدكتور وفيق رفعت رئيس المؤسسة العلاجية وفي الصباح اتصلت بمديرة المستشفي وفي المساء كلمته للاطمئنان عليه. نؤمن بقضاء الله وقدره ولكنك يا فارس الكلمة.. يا صاحب القلب الأبيض ستظل علي عرش القلوب.. لقد خففت آلام الكثيرين ممن حولك.. وأرحتهم من آلامهم.. علمتنا الحب والعطاء والإخلاص.. ستظل في قلوبنا محبتك.. وفي خيالنا صحبتك.. وفي حياتنا بساطتك.. وفي ذهننا حلاوة مجلسك.. وفي مهنيتنا خبرتك.. وفي التعامل شفافيتك وطهارتك وتواضعك ودماثة خلقك.. سنظل نتذكر أحاديثك وخفة دمك.. كنت دائما عطوفا.. محسنا.. محبا.. راقيا.. متواضعا.. خلوقا.. مبهجا.. ودودا.. رقيقا.. سنعيش وداخلنا نبل أخلاقك.. نقاؤك.. صفاؤك.. إحساسك. قال بعض الشعراء وما الموت إلا رحلة غير انها.. من المنزل الفاني إلي المنزل الباقي فأنت الآن في المنزل الباقي يا استاذي الفاضل.. فلم تكن أبدا طالب نعيم.. كان الزهد عنوانك.. والقناعة منهجك.. والحمد ختامك.. والعطاء اسلوبك.. آمنت ان الموت يفسد علي أهل الدنيا نعيمهم.. فكنت تلتمس الآخرة طمعا في نعيم لا موت فيه.. كان شعارك ان الدنيا تطلب لثلاثة أشياء للغني والعز والراحة.. فمن زهد فيها وعز.. ومن قنع فيها استغني.. ومن قل سعيه استراح.. فزهدت وقنعت.. فاسترحت. رحلت عنا وعن هذه الدنيا الفانية ولكن ستظل كلماتك المهذبة الدافئة تتدغدغ مشاعرنا.. ستظل طيبة قلبك تحتوي الجميع ومهنيتك نبراسا لنا.. حاضرا في وجداننا أيها الفارس النبيل.. وأسأل الله العلي القدير أن يرحمك رحمة تغنيك عن رحمة المخلوقين وأن يكون لك حبيب ولدعاء من دعا لك سميعا ومجيبا.. أن يجعل لك من رضاه وفضله ومغفرته ورحمته حظا ونصيبا وأن يجزيك بالإحسان احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا وأن يجعلك من عباده الذين اختصهم برحمته ومغفرته وعفوه ورضاه وأن يوسع قبرك ويضيئه ويجعله روضة من رياض الجنة أن يسقيك من حوض رسولنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا.. اللهم آنس وحشته وارحم غربته سبحان من له الدوام.. إنا لله وإنا إليه راجعون.