أجواء العيد حزينة.. الفرحة سرقتها أحداث العنف والاعتصامات والانقسام بين المصريين حالة الزحام والتدافع للشراء اختفت والركود سيد الموقف.. زبون المحلات اختفي لارتفاع الاسعار وظهور سوق المستعمل الذي انتشر وسط البلد وعلي أرصفة الميادين الرئيسية.. "فالبالة" لمحدودي الدخل جودة في الخامة وسعر أقل. سوق الكعك كان أفضل حالاً فرغم ارتفاع الاسعار 25% عن العام الماضي بسبب زيادة سعر المكسرات وكرتونة الزبد الأصفر التي ارتفعت من 600 إلي 840 جنيها إلا ان الاقبال علي الشراء ملحوظ وان كانت الكميات قليلة. محمد غازي صاحب مصانع حلويات بوسط البلد يقول اقبال الزبائن علي شراء مأكولات العيد من الكعك وغيره أقل من العام الماضي بسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد من أعمال عنف ومظاهرات مما جعل كثير من الموظفين والموظفات يخشون النزول لوسط البلد بالاضافة لارتفاع أسعار المواد الخام حيث وصل سعر كيلو الدقيق المستخدم في صناعة البيتي فور والبسكويت إلي 5 جنيهات بسعر الجملة وارتفع سعر كرتونة الزبدة الصفراء النيوزلاندي من600 جنيه إلي 840 جنيه والسمن المستورد براميل من 25 جنيها إلي 40 جنيه. سامح محمد "موظف" الأسعار زادت عن العام الماضي 25% مما اضطرني لتخفيض الكمية إلي النصف حيث ارتفع سعر كيلو الكعك بالفسدق إلي 70 جنيها والسادة 46 جنيها والبيتي فور يتراوح سعره من 40 إلي 60 جنيها والبسكويت 34 جنيها والغريبة 52 جنيها. وتشكو ماجدة محمد ربة منزل من عدم مقدرتها علي شراء مستلزمات تصنيع الكعك والبسكويت بسبب ارتفاع أسعار الدقيق والمواد الخام حيث ان الدقيق المتوفر بالأسواق يصل سعر الكيلو الفاخر إلي 8 جنيهات والنوع الأقل جودة يتراوح سعره ما بين 5 جنيهات إلي 7 جنيهات بالاضافة لارتفاع أسعار الزبدة من 40 جنيها إلي 60 جنيها فتصنيع 10 كيلو يتكلف أكثر من 600 جنيه.. ويشكو ابراهيم نبيل "موظف" قائلاً: لدي طفلين أقوم بشراء ملابس العيد لهما بالاضافة للكحك والبسكويت وهذا يرهقني ماديا في ظل ما نشهده من أسعار تشوي الجيوب أحتاج إلي 1000 جنيه علي الأقل حتي أفي بمستلزمات العيد فالطقم يصل سعره إلي 200 جنيه غير ثمن الحذاء. زبون الفرجة ويؤكد أحمد عبدالعزيز صاحب محل لبيع الملابس بوسط البلد ان الاقبال علي ملابس الكاجول الرجالي انخفض العام بنسبة تزيد عن 50% علي الرغم من ان الاسعار لم تشهد ارتفاعاً عن العام الماضي فالبنطلون الجينز يبدأ سعره من 80 جنيها الي 300 جنيه والتيشرت من 100 جنيه إلي 250 جنيها وأصبح الزبون الان يأتي للفرجة وقد شجعنا الزبون علي الشراء بوجود تخفيضات أثناء العيد بالاضافة للعروض علي القمصان والبنطلونات. ويشكو هاني محمد صاحب محل لملابس الرجالي من الركود وضعف الاقبال بالرغم من عدم ارتفاع الاسعار بشكل كبير حيث ان البدلة الرجالي كانت تباع بمبلغ 225 جنيها وعليها قميص وحزام وكرافت هدية والان يبيعها بمبلغ 185 جنيها وكان الزبون يشتري أكثر من طقم الان لا يشتري سوي قميص واحد أو بنطلون ويضطر لشرائهم عندما تكون لديه مناسبة سعيدة فالملابس الرجالي لا ترتبط بالمواسم والأعياد. أسواق الرصيف اسلام جمال بائع أحذية متجول يقول أبيع الحذاء البناتي المصري بمبلغ 25 جنيها وعلي الرغم من أنه أرخص من الحذاء الصيني الذي يباع ب 35 جنيها ولكن الزبائن محدودة والزبون لا يشتري أكثر من حذاء نظراً لسوء الأحوال المعيشية بينما يشكو محمد وزين شعراوي أصحاب محل أحذية الحريمي من ضعف الاقبال بنسبة تزيد عن 70% ويرجع ذلك للاضطرابات التي أحدثها مؤيدي الرئيس مرسي مما أدي لقيام الكثير من الأسر لانفاق المبالغ المتخصصة لشراء ملابس العيد علي الخضروات واللحوم وتخزينها بالثلاجات خشية من تصاعد الأزمات.. يضيف في السنوات الماضية كان المحل يشهد اقبالا كثيفاً حتي ان الزبون ينتظر أمام الباب لحين فتح المحل بعد الافطار وكنا ننتظر أيام الأعياد حتي نعوض خسائر المحل ونسدد الديون. هشام عبدالمحسن أمام ذلك كله فضل شراء ملابس المستعملة لجميع أفراد أسرته نظراً لرخص سعرها مقارنة بالمحلات حيث ان القميص الرجالي يتراوح سعره من 10 إلي 200 جنيها والبنطلون الجينز 45 جنيها وملابس الاطفال أولادي من 10 إلي 20 جنيها والعباية الحريمي 25 جنيها بالاضافة للأحذية والشنط المستعملة التي لا يزيد سعرها عن 15 جنيها. ويؤكد أحمد السيد منصور ان سوق المستعمل أكثر جودة وأقل سعراً فمعظم المعروض من المستورد وهو أفضل من المصري فالقميص عالي الجودة مثلا يمكن ان يصل سعره 35 جنيها في حين المقابل له من المصري بحوالي 150 جنيها فمن الممكن ان تشتري من المستعمل 3 قمصان بسعر واحد الممكن ان تنفق العائلة المكونة من 4 أفراد علي ملابس العيد حوالي 200 جنيه ويشكو أحمد علي بائع ملابس مستعملة من الاضرار التي لحقت بجميع تجار الملابس وخاصة بائعي الرصيف نظراً لاضطرابات وأعمال العنف والمشاجرات بين مؤيدي الرئيس مرسي والباعة الجائلين بميدان رمسيس مما أدي لضعف الاقبال وعزوف الزبائن عن التسوق بمنطقة وسط البلد. أحمد زلط رئيس غرفة اتحاد الصناعات يؤكد ان الاسعار هذا العام في متناول الجميع وهذا يرجع للركود الموجود بالأسواق فإذا كان المنتج متوافراً ومخزناً يضطر صاحب المحل للبيع بأقل من سعر التكلفة لتسويق البضاعة الموجودة خشية تلفها وعندما تتحسن ظروف السياسة ستخلق مناخاً أفضل لحركة البيع والشراء فحالة الحزن وانعدام الأمن جراء الأحداث الراهنة جعل الجميع يخشي النزول للتسوق.