بعد سلسلة مقالات عن سوء الخدمات الصحية.. والتي نشرت علي مدار ستة أسابيع تحت عنوان "هلهلة النظام الصحي" جاءتني مجموعة من الاقتراحات والتعليقات من خبراء الرعاية الصحية منها رسالة من الدكتور مجدي العشري وكيل وزارة الصحة ورئيس فرع الغربية للتأمين الصحي تحمل رؤيته لتطوير الأداء في التأمين الصحي.. مؤكداً علي ضرورة البدء من حيث انتهي الآخرون.. والاستفادة من كل التجارب سواء المحلية أوالدولية. قال في رسالته أنه عمل في منظومة التأمين الصحي الشامل بإستراليا لسنوات عديدة في كافة مراحل التطبيق.. حيث يتم التعاقد مع المستشفيات والعيادات العامة والخاصة والإستشاريين والمعامل والأشعة من خلال لجان الجودة.. ويتم وضع أكواد ورسوم محددة علي كافة الخدمات بصورة دقيقة منذ ولادة الطفل مروراً بخدمات الكشف المبكر والفحص الشامل وبرامج التوعية والتثقيف الصحي والجراحات وما بعدها.. نهاية بالخدمات المساعدة والفحوصات.. ويلتزم كل المتعاقدين ومقدمي الخدمة بكافة الأكواد والرسوم الموضوعة والتي يتم تغييرها من خلال الدولة كل فترة حتي تتماشي وتساير اقتصاديات السوق وتتناسب مع ارتفاع تكلفة تقديم الخدمة الطبية التي يجب أن تتفق من كافة المعايير العالمية. طالب بضرورة الإلتزام ببرامج ومعايير الجودة في نظام التأمين الصحي المطبق في مصر. والتي قد تكون مكلفة ظاهرياً مع بداية التطبيق ولكنها ستكون موفرة للغاية في المدي البعيد.. إلي جانب إضافة لوائح جديدة تنظم العمل داخل هيئة التأمين الصحي والتي لم يطرأ عليها أي تغيير منذ عام 1964 وتعديل القائم حالياً من خلال لجنة عليا من الخبراء والعلماء والأطباء والإقتصاديين وسيؤدي ذلك إلي تعظيم الأداء والاستفادة سواء للهيئة مقدمة الخدمة أوللمريض ليتم إضافة خدمات جديدة حقيقية بناء علي الاحتياجات الفعلية والعادلة للمنتفع في إطار من الكرامة والإنسانية والرضا وبعيداً عن الوساطة والمحسوبية وعدم الاقتناع.. وخاصة أن هناك قانوناً جديداً من المنتظر تطبيقه ليشمل كل فئات الشعب المصري والذي يتطلب توفير تمويل واضح ومعلوم ويتم بالاستدامة.. وتوفير قاعدة معلوماتية عن كافة المنتفعين.. والذي لم يحدث حتي الآن.. بالرغم من رغبة النظام السابق في بداية التطبيق في 3 محافظات. قال في نهاية رسالته.. أنه واذا كانت هيئة التأمين الصحي قد استطاعت تقديم ما تقدمة من خدمات تشخيصة وعلاجية وجراحية وتأهيلية ودوائية الهائلة لأكثر من 50% من الشعب المصري علي مدار 50 عاماً اعتماداً علي عشر الميزانية المطلوبة.. فإنه وبلا شك مع زيادة الميزانية سيختلف الآداء وتتجود الخدمة.. ويشعر المنتفع بكل الرضا بشرط التخطيط الواعي والسليم والمبني علي أسس علمية.. والاعتماد علي الرعاية الصحية الأساسية.. والاستفادة من الخبرات التراكمية لإبناء التأمين الصحي من الإداريين والفنيين والتمريض والأطباء.. واختيار الكفاءات القادرة علي التنظيم والتوجية للعمل بروح الفريق الواحد.. موجهاً لي الدعوة لزيارة التأمين الصحي بالغربية للوقوف علي مدي التقدم الملحوظ في الأداء.