شرع الله سبحانه وتعالي الصيام لفوائده المتعددة ليست فقط من الناحية الدينية والاجتماعية ولكن أيضا من الناحية الصحية والفوائد الصحية متعددة الجوانب علي جميع أجزاء الجسم ولكن نخص في هذا المقال الفوائد التي تعود علي الجهاز العصبي وعلي الناحية النفسية ومن أهم فوائد الصيام علي الجهاز العصبي هو صفاء الذهن حيث أن الجسم والجهاز العصبي غير مشغول بأي عمليات هضم وأي امتصاص لمدة تقرب من 12 ساعة وخاصة في نهاية اليوم حيث الاسترخاء والفكر الصافي وذلك أحسن الأوقات لحل مشكلة أو التفكير في موضوع هام بالاضافة إلي أن هذا الوقت يكون فيه الجسم خفيفا ولينا ولذا يستحب فيه ممارسة الرياضة قبل الافطار بحوالي ساعة أو ساعتين ولأن الصيام الصحي هو في الأساس تهذيب وترويض للنفس علي القليل وعلي تحمل المشقة والسيطرة علي الشهوات ويفيد الصيام كثيرا لعلاج التهاب مفاصل الفقرات وخاصة الالتهابات الروماتيزمية حيث ان قلة السوائل أثناء النهار تقلل من انتفاخ المفاصل وبالتالي تقل حدة الألم ويمكن للمريض ان يحرك عموده الفقري بطريقة طبيعية. قال د. أسامة الغنام أستاذ جراحة المخ والأعصاب وعميد طب الأزهر سابقا ان الصداع أثناء الصيام ينقسم إلي: مرضي الصداع النصفي المزمن من قبل شهر رمضان المبارك وهناك بعض الحالات التي تتحسن في الصيام وخاصة اذا كانوا من المدخنين فشهر رمضان فرصة عظيمة للاقلاع نهائيا عن التدخين ولكن في الحالات التي تعاود المريض نوبات الصداع النصفي فننصحه بتناول العلاج علي طعام السحور. أما الذين يعانون من الصداع أثناء الصيام فيكون السبب هو النظام الغذائي والجوع في رمضان عند بعض الصائمين هو الجوع النفسي وليس الجوع المعدي ولذا نلاحظ أن الصائم أثناء النهار يجمع ما لذ وطاب وما تشتهي نفسه وجشعه الجوعي من أطعمة ويضعها علي مائدة الافطار وبعد الافطار لا يجد انه اكل إلا جزء من هذه الكمية ويدل هذا علي أن الشعور بالجوه هو جوع نفسي أكثر من الجوع الفعلي حيث أن الجسم يحتاج إلي القليل من الطعام لسد الرمق ويجب ان نسيطر علي هذا الجوع النفسي بحيث لا نكون مبذرين ونهدر كثيرا من الأطعمة بل نحن ندعو بتوفيرها للحاجة الفعلية. أضاف انه ينتاب الصائم صداع ليس أثناء الصيام فقط ولكن أيضا بعد الافطار بساعة تقريبا ويرجع السبب في ذلك إلي اضطراب الوجبات في الافطار والسحور ولكي يكون الغذاء صحيا ومتوازنا في الكم والكيف يجب مراعاة الآتي: 1 الافطار يبدأ بشربة دافئة لتنبيه عصارات الجهاز الهضمي لأن تفرز ثم قليل من السكريات أو النشويات لتغذية المخ الذي يحتاج إلي سعرات قليلة ثم بعد ذلك بساعتين يبدأ الصائم طعامه العادي وليس بكثرة حتي لا يصاب بالكسل أو الصداع. 2 من المخطئ أن يبدأ الصائم بسوائل مثلجة لأن المثلجات تصيب المعدة والأمعاء بشبه شلل مؤقت يؤدي إلي الاحساس بالانتفاخ والألم وعدم إفراز العصارات الهضمية وبالتالي عدم الهضم وتطويل مدة بقاء الطعام في المعدة يؤدي إلي الشعور بالصداع والتعب وكان الرسول صلي الله عليه وسلم بفطرته كان أحسن الأطباء في اتباع النظام الصحيح حيث يبدأ بافطاره بتمر ولبن ثم الصلاة والراحة ساعة أو ساعتين ثم تناول الوجبة الأساسية دون إفراط. 3 يجب أن يحتوي كل من طعام الافطار والسحور علي كمية كافية من الخضراوات والفاكهة لتنشيط الجهاز العصبي في مخ الصائم أثناء النهار وعدم شعوره بالصيام والكسل. 4 من العادات السيئة لبعض الصائمين هي النوم طول النهار وهذا ليس من الاسلام في شئ حيث أن قلة الحركة تؤدي إلي فقدان الحيوية والخمول وأيضا إلي السمنة التي هي من أخطر أمراض العصر وذلك بسبب عدم حرق ما أكله الصائم في السحور. قال ان مرضي المخ والأعصاب والذين يمنعهم مرضهم من الصيام الذين أصيبوا بجلطات سابقة بالمخ وذلك لعدم تكرار الجلطات وكبار السن فوق الستين أو السبعين ومن حدث لهم نوبة انذار مبكر لحدوث جلطة وبعض أورام المخ ومرضي الصرع الذين يتناولون علاجا مستمرا.