هل يسترد الجنيه المصري عافيته ومكانته بين العملات الأخري؟ بعد أن ظل لعدة أشهر تتراجع قيمته أمام الدولار وباقي العملات الأجنبية بعد استنزاف الاحتياطي النقدي لدي البنك المركزي وتراجع أرقامه بنسب غير مسبوقة. خلال الأسبوع الماضي بدأ الجنيه المصري يستعيد عافيته وترتفع قيمته تدريجيا أمام جميع العملات الأجنبية بعد تدفق المساعدات من منح وقروض من بعض الدول العربية.. لكن لن يستمر تحسن قيمة الجنيه إلا بزيادة تدفق موارد مصر من النقد الأجنبي من خلال زيادة العائد من السياحة.. وزيادة الإنتاج. أكد إسماعيل حسن محافظ البنك المركزي الأسبق ورئيس بنك مصر إيران للتنمية أنه حتي يسترد الجنيه المصري عرشه أمام العملات الأجنبيه لن يتحقق إلا بزيادة الإنتاج وتحسين جودته حتي يستطيع أن يلبي حاجة السوق المحلي بما يساعد علي خفض طلبات الاستيراد وخفض فاتورة الاستيراد من الخارج وزيادة الصادرات كل هذه العوامل تساعد علي تحسين صورة الجنيه أمام العملات الأخري لأننا إلي عودة السياحة إلي ماكانت عليه بما يؤدي إلي زيادة موارد مصر من النقد الأجنبي ويقلل الطلب عليه ونتيجة لذلك تتحسن صورة الجنيه أمام العملات الأجنبية. قال إن عملة أي دولة قيمتها تعود إلي ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي وعلي ذلك إذا أردنا أن يكون للجنيه قيمة حقيقية وسط العملات الأجنبية في الداخل والخارج علينا بالإنتاج وتهيئة المناخ كليا حتي يتحسن الإنتاج وتزداد دورات التشغيل في المصانع بما يحقق طفرت كبيرة في الإنتاج ويزيد الدخل بما يعود في النهاية إلي تحسين الدخول للعاملين. وقال إن المطلوب الآن وبسرعة جدا التوقف عن عمليات الاعتصامات وقطع الطرق وأن الكل يتوجه إلي الإنتاج وإذا كنا نعمل 8 ساعات في الوضع الطبيعي فإن الأمر الآن يحتاج إلي أن نعمل يوميا الفترة الحالية والفترة القادمة 9 ساعات أو أكثر حتي نعوض ما فاتنا طوال العامين والنصف الماضيين ولا نطالب بأجر إضافي حيث إن الإنتاج العام يزيد ويزيد معه الدخول فعلينا أن نعوض ما فاتنا الفترة الماضية ولا يكون ذلك إلا بزيادة ساعات العمل وزيادة الإنتاج وبجودة مرتفعة وبأسعار معتدلة. وحول انخفاض قيمة الدولار في مواجهة الجنيه في السوق الموازية وأيضا البنوك هذه الأيام. قال إسماعيل حسن إن العملات تخضع لأشياء كثيرة منها تدفقات المشترين والبائعين في سوق الصرف. أضاف أن البنك المركزي المصري يتبع سياسة منذ فترة موفقة نسبيا تعمل علي توفير النقد الأجنبي لمن يحتاجه من البنوك لتوفير السلع الأساسية وفتح الاعتمادات المطلوبة وتوفير قدر ما من السيولة من العملات الأجنبية لراغبي السفر للخارج أو أداء العمرة مما خفف علي الطلب علي العملة مما ساهم أيضا في زيادة قيمة الجنيه في مواجهة الدولار مشيرا إلي تراجع أسعار الدولار في السوق الموازية إلي 713 قرشا وأقل من هذا بالإضافة إلي انخفاض أسعار الدولار في البنوك إلي أن وصل إلي 7 جنيهات وأيضا تقارب الأسعار للدولار بين السوق الموازية إلي البنوك بما يؤكد قدرة الجنيه علي التحسن وسوف يتحسن أكثر إذا تحسن الإنتاج وزاد سيؤدي إلي تحسن الجنيه أمام كافة العملات الأجنبية. أضاف أن الحديث عن المبالغ التي قرر الأشقاء العرب السعودية والإمارات والكويت لدعم الاقتصاد بمبلغ 12 مليار دولار في هذا الوقت ساعد كثيرا إلي تراجع أسعار الدولار في مواجهة الجنيه وأن هناك عددا من الحائزين بدأ البعض منهم في بيع والتخلي عن فكرة الدولرة والاحتفاظ بالدولار لمخزن قيمة مما ساعد أيضا في توافر الدولار وتراجع أسعار الدولار في مواجهة الجنيه المصري ومن ثم انخفض الطلب علي الدولار وأن سوق الصرف سوف يتعافي كلما زاد الاحتياطي النقدي في البنك المركزي وأيضا زيادة الإنتاج وزيادة الصادرات والسياحة تعود والأمن والاستقرار سوف يساعد كثيرا في تحسن قيمة الجنيه في سوق الصرف كما كان من قبل.