حادث قتل شيعة أبوالنمرس كشف عن ملامح جديدة مرعبة للشخصية المصرية التي لم تكن تعرف العنف.. تتصف بالسماحة وتنصر الضعيف والمستغيث. الخبراء أكدوا ان المصريين تغيروا بسبب غياب الوعي الديني والسياسي وارتفاع نغمة التشدد وزيادة الفقر والمرض وانتشار السلاح.. قيم المصريين انهارت والشعب دخل منطقة التلذذ بالتعذيب والسيكوباتية التي لا تعرف المشاعر أو الأحاسيس. في البداية يقول صابر بيومي - موظف - من سكان الوايلي الحادث بشع كشف عن تغير في الشخصية المصرية فالقيم والاخلاق التي كان يتمتع بها الشعب المصري بدأت تتلاشي في ظل الفقر والجهل وعدم الوعي وانتشرت ثقافات سطحية غيرت من عادات المجتمع كثيرا ممن يتحدثون باسم الدين ينشرون الفكر المتطرف بين اصحاب الديانة الواحدة. داود سليمان من أسيوط يري ان أخلاق ولاد البلد مازالت موجودة ولكن العصر البائد اثر في جيل الشباب الذي تربي علي اخلاق وعادات غيرت من الموروثات لنصرة الضعيف ونجدة المستغيث وتزايد اعمال العنف يرجع لعدم وجود الوازع الديني وعدم تطبيق القانون. يؤكد ذلك مروان كمال - روض الفرج - قائلا التمثيل بالجثث يرجع للجهل بالدين والدنيا.. خصوم الفكر والسياسة يطلقون كلمات الكفر والعمالة والخيانة كسهام قاتلة في صدور بعضهم البعض فأصبح المجتمع يتناحر مع بعضه البعض والخاسر في النهاية مصر وشعبها. سامح قمر - صاحب محل - ما حدث في أبوالنمرس ضياع لهيبة الدولة وتحكم الجهل في أمورنا اليومية. وتشير إلهام محمد - موظفة - ما شاهدناه في وسائل الاعلام من قتل وسحل يعبر عن شريعة الغاب التي تعيشها مصر الآن في ظل ضعف القبضة الأمنية. د.مصطفي مرتضي أستاذ ورئيس قسم الاجتماع كلية الآداب بجامعة عين شمس: حدثت تغييرات كبيرة في نسق القيم الاجتماعية أدت إلي تغيير اتجاهات طبيعة المواطن المصري في علاقاته الاجتماعية وانهارت قيم الشهامة والغيرة وأصبحت الأنانية وحب الذات هي الغالبة والعنف بديلا للحوار لذا يجب تفعيل دور علماء الدين من الأزهر الشريف المشهود لهم بالوسطية. يري علاء عبدالحميد أستاذ علم نفس وخبير في التنمية البشرية ان ما حدث انهيار للقيم وخاصة القري النائية المحرومة من الوعي المجتمعي والثقافي فالشائعات التي يتم اطلاقها علي رموز الدين تؤدي إلي غليان المواطن العادي مع انخفاض نسبة الوعي وارتفاع نسبة التشدد الديني يؤدي إلي حالة من التوتر وعدم الاستقرار والفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين والمسلمين والشيعة. أكد الدكتور عبدالرحيم صدقي أستاذ علم الاجرام ان ما يحدث مخطط للقضاء علي الدولة بأيد خفية لزرع بذور الفتنة بين السنة والشيعة وما حدث نتاج طبيعي لغياب دور الدولة والجهل والفقر وانتشار السلاح بين افراد المجتمع. أما الدكتور جمال فرويز طبيب نفسي بالأكاديمية الطبية فقال ان الشعب المصري من الشعوب التي تتلذذ بتعذيب الذات وان ما يحدث الآن من عنف وسحل ما هو إلا عودة للجاهلية الأولي والرسول لم يقتل يهوديا أو نصرانيا لاختلاف الدين ويضيف ان الفوضي التي تمر بها البلاد هي السبب الرئيسي في ظهور الشخصية السيكوباتية التي لا تعرف المشاعر أو الاحاسيس وسياسة الايدي المرتعشة لا تصلح لقيادة مصر.