في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد حالياً.. نحن في أمس الحاجة إلي ان نرفع أكف الضراعة إلي الله عز وجل. ونسأله ان يحفظ مصر شعباً وأرضاً. وان يوحد صفوفنا. وأن يكشف الغمة ويرفع عنا البلاء. لا ان ندعو علي بعضنا البعض فهذا لا يجوز فنحن في خندق واحد. والضرر أو الأذي سيطالنا جميعاً. مهما كانت الخلافات بيننا. فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. بل يفتح آفاقاً أرحب وأوسع. حتي بين الفقهاء فخلافهم رحمة. أقول ذلك بمناسبة ما حدث في اجتماع نصرة الشعب السوري والأدعية التي انهال بها الشيخ محمد عبدالمقصود علي رأس فصيل المعارضة عندما دعا عليهم وقال "اللهم انصر المسلمين ورد كيد الكائدين يوم 30 يونيه" وأمن الحضور بقولهم "آمين.. آمين". وهنا إذا كان الأمر مقصودا. فتلك مصيبة أو خطيئة لأنها صادرة عن شيخ جليل يفترض انه حريص علي الدين أكثر من غيره وانه أكثر الناس فهماً بأمور الدين. وان كان غير ذلك فكان ينبغي عليه إدراك ذلك بالاعتذار أو التنويه أنه جاء ضمن الأدعية المسترسلة بشكل عفوي لأنه لا يجوز دعاء المسلم علي المسلم بالشر والهلاك وغير ذلك. والدليل أن الرسول بعد الأذي والمعاملة السيئة من سفهاء الطائف طلب منه الملك الموكل بالجبال بأنه إذا شاء أطبق عليهم الأخشبين أي الجبلين.. فرفض صلوات الله عليه وسلم وقال: عسي ان يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله. حتي علي المستوي الشعبي يقول المثل "أدع علي ابني وأكره إللي يقول آمين". الغريب ان الرئيس الذي كان علي رأس اجتماع النصرة وحشد غفير في الاستاد الذي يسع الآلاف. وكان لا ينبغي علي الشيخ ان يرفع عقيرته بالدعاء المستفز لمشاعرنا جميعاً في حضور الرئيس وجد نفسه في حرج شديد خاصة انه في حاجة إلي المزيد من الشعبية. ومثل ذلك سيأتي بالسلب والدليل التعليقات المستنكرة لذلك سواء التي صدرت من رجل الشارع أو من ضيوف الفضائيات. وطبعاً فرصة للمتربصين لزيادة صب الزيت علي النار. وترددت اسئلة ووضع البعض علامات استفهام كثيرة مدارها.. هل كانت الأدعية محل رضا من الرئيس. وهل كان مرتاحاً للأسلوب الذي خاطب به الشيخ الحضور؟! الحقيقة كان دعاء الشيخ علي الهواء صادماً للجميع ومفاجأة لنا جميعاً وكان كالذي جاء "يكحلها فعماها" لأنه باعتقادي انه أراد ان يحسن صنعاً فأساء للرئيس قبل ان يسيء لنفسه. وليس هذا الشيخ فقط بل هناك أيضاً الشيخ هليل مستشار وزير الأوقاف كان اكثر غلظة فقد وصف المعارضين الذين سيخرجون يوم 30 يونيه بأنهم علمانيون وصليبيون وهذا لا يجوز من مدير الارشاد الديني بالأوقاف ولم يكن مطلوباً منه قول ذلك لأنه لا يتماشي مع سياسة الرئيس الذي صراحة لم يتفوه بكلمة معيبة في حق المعارضين لنظامه. ولم يكفر أحداً منهم ولم يتهمهم بالزندقة وغير ذلك. صراحة صدور مثل هذه التصريحات أو الأدعية المستفزة ليست في صالح أحد وانما تزيد من الحنق والغضب والانقسامات. خاصة ان الافق ملبد بالغيوم والمشهد السياسي اكثر ضبابية وقتامة. ومثل هذه التصرفات غير الواعية وغير المسئولة تزيد الاجواء سخونة وتصب في صالح المعارضة. وكنا في غني عنها. والكلمة كالرصاصة تنطلق ولا ترتد ثانية. ويكون صاحبها مسئولا عنها سواء بالسلب والايجاب. لذا ينبغي علينا جميعاً خاصة في هذا التوقيت الحساس ان نحاسب علي كلامنا ولا نترك للسان زلاته ونقول شططاً. ثم نقندم علي ما قلنا. ونروح نبرر وندافع ونقول لم يكن هذا هو المقصود وان المعني كما يقول البلاغيون في بطن الشاعر. مطلوب عدم الاكثار من الكلام لان من كثر كلامه كثرت أخطاؤه. ونقول كما قال الرسول "قل خيراً أو لتصمت".. فالصمت أبلغ من الكلام وليس بالثرثرة تحل القضايا وانما بالعمل لبناء هذا الوطن الذي يئن ويتوجع من تصرفاتنا الطائشة وأفعالنا غير المسئولة. وبالدعاء له بأن يخرج من كبوته وان يوحد صفوف شعبه. ويكونوا متحابين متسامحين وفي رباط إلي يوم الدين.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.. اللهم آمين.. آمين.