شبه جزيرة سيناء تمثل منطقة استراتيجية مهمة بالنسبة لمصر فهي بوابة مصر الشرقية وهي حائط الصد الأول ضد أي غزو خارجي طوال تاريخنا القديم والحديث وهي حلقة الوصل بين قارتي آسيا وافريقيا وتبلغ مساحتها 61.000 كم2 أي بنسبة سدس مساحة مصر وهي تبدو علي هيئة مثلث قاعدته في الشمال ورأسه في الجنوب ويحدها البحر المتوسط من الشمال وخليج العقبة من الشرق وخليج السويس وقناة السويس من الغرب وهي تملك وحدها 30% من سواحل مصر كنا نتوقع بعد أن تم تحريرها بالكامل في 25 ابريل 1982 أن يقوم متخذو القرار في النظام السابق بإجراء مشروعات تنموية واستثمارية وعمرانية وفتح طرق للاستثمار المحلي والأجنبي بها لتخفيف الأعباء عن وادي النيل والدلتا ولكن للأسف الشديد تم تركها للإهمال والتهميش والإقصاء وأسقطها النظام البائد من حساباته وأبعدها عن ذاكرته ولم يقم بدوره في توصيل الخدمات والمرافق وتركها تعاني الاهمال في كل المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.. الجدير بالذكر ان سيناء يتوفر بها الكثير من المساحات الصالحة للزراعة والمقومات السياحية المتنوعة والهائلة وهي زاخرة بالنباتات الطبية الكثيرة وغنية بالثروات المعدنية التي تكون القاعدة الأساسية للتصنيع والتنمية ففيها البترول والفحم والفوسفات والكبريت والمنجنيز والنحاس والرمال البيضاء والسوداء وأحجار الزينة والفيروز والغاز الطبيعي.. كما تشمل سيناء سبع محميات طبيعية علماً بأن مصر كلها بها احدي وعشرون محمية أي ثلث محميات مصر.. والمعروف للقاصي والداني ان سيناء هي مطمع للصهيونية والغرب علي السواء. وما نود أن نشير إليه انه كم من المؤتمرات والندوات وورش العمل والحوارات الصحفية والتليفزيونية والإذاعية تنادي بضرورة التنمية وتعمير سيناء ونقل القوي البشرية اليها بما لا يقل عن ستة ملايين نسمة ولكن لم يتم تنفيذ أي شيء وحان الوقت الآن بعد أن شهدت شمال سيناء أحداث عنف واختطاف جنود من رجال القوات المسلحة بضرورة الاهتمام بالمواطن السيناوي وأن تكون له الأولوية في تملك الأراضي وتوفير فرص العمل له وحمايته أمنيا ورعايته اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وحضاريا وبيئيا وتعظيم أهمية مكانه بإحداث تنمية حقيقية شاملة ومتكاملة وتوصيل الخدمات والمرافق وتشجيع الاستثمار وجذب رجال الأعمال والمستثمرين والقطاع الخاص وربط سيناء بشبكة من المشروعات التنموية والاستثمارية الكبري وتشجيع جميع فئات المجتمع المصري علي الاقامة بها وتعميرها وربط قراها ومدنها بعضها ببعض وتنمية الصناعات الحرفية واليدوية المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة والاهتمام بالطاقة المتجددة وتوظيفها في المشروعات العمرانية والسياحية والزراعية والترفيهية. كما يجب إنشاء كليات ومعاهد ومدارس بمواصفات خاصة تساعد علي دمج الأجيال القادمة من أبناء البدو وأبناء القادمين من الوادي.. وتبقي في ذمتي كلمة أخيرة: ان تعمير سيناء هو أمن قومي ويقطع أطماع الغرب والصهيونية فيها وهي المستقبل الواعد بالخير والرخاء لمصر والمصريين. ونقول لصناع القرار في النظام الحاكم الآن حان الوقت لعدم تكرار أخطاء النظام السابق باقتلاع مشاكل السيناويين من جذورها.