سمك "النفيخة" أو القراد الأسود الشهير بسمك الأرنب بدأ يغزو الأسواق حيث يباع علي أنه سمك فيليه بل إن بعض المطاعم الفاخرة أصبحت تقدمه حيث يتعرض المستهلك بعدها لحالات من التسمم تتراوح بين أعراض خفيفة وحالات شديدة من القيء والإسهال بسبب وجود مواد سامة في كبد وأمعاء وجلد وخياشيم هذا النوع من الأسماك لأنه يتغذي علي الطحالب السامة. سعاد حسن ربة منزل من حي السيدة زينب تقول: نسمع عن هذا النوع ولا نشتريه لكن بعض المحلات تقوم ببيعه علي أنه سمك فيليه بلطي أو قشر بياض. سميرة مصطفي من فم الخليج تقول تعرضت أكثر من مرة لحالة تسمم والأرنب من أردأ السمك ورخيص لأنه غير آمن. صباح شوقي تقول: سمك الأرنب طرح في حلقات بيع الأسماك منذ فترة بسيطة والإقبال عليه كان ضعيفا ولكن عقب نشر أخبار عنه علي الانترنت أحجم عنه نهائيا فامتنع بائعو الأسماك عن شرائه بسبب عزوف المستهلك عن الشراء. الغريب أن مجدي حامد أحد بائعي الأسماك يقول إن موسم واصطياده في المحافظات الساحلية خاصة السويس والإسماعيلية وبورسعيد وبحر الخليج والجزر يبدأ من شهر سبتمبر وحتي شهر يونيو وسعر الكيلو 40 جنيها للحم الصافي بعد تفريغ بطن السمكة من الكبدة وقطع الرأس ونشتري طبلية السمك ال30 كيلو من تجار الجملة بسوق العبور بسعر يتراوح بين 100 و150 جنيها. مضيفا أن هذا النوع يعد من أجود الأسماك ونحن طائفة السماكين نحبه ونأخذه من الصيادين لنأكله في منازلنا لطعمه الحلو بعد أن نتخلص من الكبدة السامة. يضيف هاني سيد أحد الصيادين أن سمك الأرنب يشبه رأس حيوان الأرنب تماما وهو شرس ويهاجم شباك الصيادين ويباع بعد تنظيفه من الكبدة والرأس وبيعه لحم فقط والناس تقبل علي شرائه دون معرفة خطورته وفي العام الماضي كان شقيقي موجوداً بالإسماعيلية في مهمة عمل واشتري سمك الأرنب واتصل بي وقال فيه سمك غريب موجود مع الباعة السريحة وغير معروف للناس فأجبرته علي التخلص منه لأنه خطر. الدكتور محمود عمرو مدير المركز القومي للسموم بكلية طب قصر العيني يؤكد ان الإنسان بعد ساعة من أكله يتعرض لنوع من أنواع التسمم الغذائي نتيجة لأن هذا النوع يتغذي علي الطحالب السامة الموجودة بقاع البحار ومن ثم يخزن السم بداخله مثل العقرب مما يجعل تأثيره مباشراً علي الدم وخلايا المخ ويتعرض المصاب للتوتر العصبي لأن هذا النوع من التسمم يصيب خلايا المخ إلي جانب القيء والإسهال ويصعب تشخيصه فأعراضه تتشابه مع أعراض التسمم العادي عدا التوتر العصبي لامتداده لخلايا المخ والدم فعلي أي مصطاف أو أي مواطن بالمدن الساحلية يتناول الأسماك ومن يصاب بهذه الأعراض لا يأخذ علاج النزلات المعوية العادية أو التسمم العادي المتمثل في المضاد الحيوي عليه إخطار الطبيب العالج بأنه تناول وجبة سمك ولتحقيق أقصي درجات الأمان يجب قطع رأس السمكة وفتح بطنها واستئصال جميع أحشائها وخاصة الكبد وسلخها لضمان استئصال الغدد الدهنية الموجودة تحت الجلد وما يتبعه الصياديون لدرايتهم الكافية بنوعية وطبيعة هذا النوع من السمك. ويحذر مدير مركز السموم وسكان المناطق الشعبية من شراء هذا النوع من الأسماك دون اتباع هذه الخطوات للحماية من تسممه.