الكفارة في اللغة: مأخوذة من الكفر - بفتح الكاف وضمها - وهو الستر أو المحو. كما يقال: كفر بنعمة الله. أي سترها ولم يعترف بها. والكفارة في اصطلاح الفقهاء: هي ما تستر الذنب وتذهبه. قال عبدالله بن عمرو بن العاص في تفسير قوله تعالي: "فمن تصدق به فهو كفارة له" "المائدة: 45". أي يهدم عنه من ذنوبه بقدر ما تصدق به. ومن رحمة الله تعالي بهذه الأمة ان شرع لها كثيراً من الكفارات لتساعد العاصي علي التوبة. وتدارك ما فاته من ثواب. وبعض هذه الكفارات يكون بتحرير الأرقاء - ان وجدوا - كما يكون بالاطعام أو الصيام. مثل كفارة الحنث في اليمين. وكفارة الظهار. وكفارة القتل الخطأ. وبعض الكفارات يكون بالصبر دون بذل أي شيء. كما في الحديث الذي أخرجه البخاري عن أبي سعيد الخدري. وأبي هريرة. أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن. ولا أذي ولا غم. حتي الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه". بعض الكفارات يكون بالاهتمام بالشعائر الدينية كالحرص علي الوضوء والطيب والذكر وقراءة القرآن والتبكير يوم الجمعة. والحرص علي حرمة شهر رمضان ومناسك العمرة لما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة. ان النبي - صلي الله عليه وسلم - كان يقول: "الصلوات الخمس. والجمعة إلي الجمعة ورمضان إلي رمضان. مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر". وفي رواية: "ما لم تغش الكبائر". وأخرج الشيخان عن أبي هريرة ان النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما. والحج المبرورليس له جزاء إلا الجنة". يقول ابن حبان في شرح هذا الحديث: هذا مما نقول في كتبنا: ان المرء قد يعمل طاعة لله جل وعلا فيغفر الله له بها ذنوباً لم يكتسبها بعد. وصدق الله حيث يقول: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها وهم لا يظلمون" "الأنعام: 160".