يبحث اصحاب الحاجات في العادة عن الضروريات لا عن الكماليات. علبة لبن لطفل رضيع أو حقنة لشيخ مريض. أو رغيف خبز لطفل يتيم. أو مرتبة لاستكمال جهاز عروس.. الخ وعلي غير العادة وصلت رسالتان إلي صفحة "مع الناس" الأولي من أم تطلب مساعدتها بتليفزيون ملون. والأخري يطلب صاحبها المساعدة في الحصول علي جهاز تكييف. قالت الأم: إن اطفالها يذهبون مساء كل يوم إلي شقة الجيران لمشاهدة المسلسل العربي. في جهازهم الملون الكبير. وانها تخشي أن يضيق الجيران بأطفالها. أو أن يسمع اطفالهم كلمة تجرح مشاعرهم وتطلب من أهل الخير مساعدتها بجهاز تليفزيون ملون. حتي لا يذهب اطفالها إلي بيت الجيران. بدلا من جهازهم العادي القديم ونشرت الشكوي في صفحة "مع الناس" تحت عنوان: "تليفزيون ملون من أجل اطفالي". أرسل المواطن الآخر رسالته. وجاء بنفسه بعد ذلك ليروي قصته العجيبة وتفاصيل حالته الغريبة والسبب وراء طلبه لجهاز التكييف. قال انه لا يطلبه ترفا أو رفاهية ولكن لحاجة ملحة وضرورية. قال مواطن القاهرة انه يعاني من حالة مرضية مزمنة تستدعي أن يعيش لساعات طويلة في جو مكيف. وأكد أنه يعيش في عذاب طوال شهور السنة. وفي عذاب أشد خلال شهور الصيف الخانقة. يجري العرق علي بدنه مدراراً ليلا ونهاراً فيبدو لمن يراه أنه وقع في بحر أو نهر. أو تعرض لوابل شديد من المطر. قال انه يعمل مندوبا للمبيعات. وانه يضطر للحصول علي اجازة اجبارية خلال شهور الصيف ويبقي في المنزل حبيس الجدران. يصعد بملابسه الداخلية إلي السطح للبحث عن نسمة هواء طرية قادمة من الناحية البحرية. ويبقي هناك حتي شروق الشمس. فيهبط بسرعة إلي شقته ويظل حبيسا فيها حتي يأتي المساء. كما يدخر علي مدار العام ما يقيم صلبه طوال شهور الصيف التي يعيش فيها عاطلا عن العمل. بغير مورد للرزق أو الكسب. إذا هبط إلي الشارع في يوم حار غرق جسمه وثوبه في العرق. فيسخر منه الناس وينعتونه بعبارات تجرح احساسه وشعوره. عرض حالته علي الأطباء فلم يفلح معها طب ولا دواء. وقالوا له عليك بالصبر والدعاء. أشار عليه الاطباء أن يعيش في جو مكيف. وهو من ذوي الدخل المحدود وفي الصيف من أصحاب الدخل المعدوم لا يملك من ثمن جهاز التكييف قرشا واحدا. يعيش الرجل في عذاب مقيم. وحرج مستمر. لا يستطيع الخروج من شقته أو الذهاب إلي عمله. خاصة خلال شهور الصيف. لجأ صاحب المشكلة إلي صفحة "مع الناس" شرح جوانب أزمته ومحنته. ونشرت شكواه التي يطلب فيها مساعدة اصحاب القلوب الرحيمة في شراء جهاز التكييف ومخترع التليفزيون هو الاسكتلندي جون بيرد. عمل بائعا متجولاً. وفي مهن أخري بسيطة. نجح في نقل الصور والأصوات عبر جهازه الجديد سنة 1926. ونجح في نقل الارسال الملون سنة .1932 وفي سنة 1902 اخترع الأمريكي ويليس هافيلا كاريير أول جهاز تكييف لمطابع بروكلين. ونجح في تطوير اختراعه سنة 1921 واشترك مع ستة مهندسين في اختراع جهاز عصري للتكييف يستخدم في المنازل والشركات وغيرها وكان رأس مال الشركة 35 ألف دولار وفي القرن الثامن عشر نجح الهنود في تكييف الهواء بتمريره عبر انبوب شديد البرودة وتعد المشربية أو ستائر الخرط الخشبية التي استخدمت في العمارة الإسلامية من الطرق الناجحة في تهوية المنازل والمساجد وغيرها.