أري أنه من الظلم أن نحمل اللواء محمود علام مدير عام النادي الأهلي مسئولية التجاوزات التي حدثت من جماهير ألتراس النادي في ستاد برج العرب من إساءة إلي بعض الرموز المصرية حتي ولو كانت مجموعة من هذه الجماهير قد عقدت لقاء داخل النادي قبل المباراة.. فاللقاء أصلا ضم مجموعة صغيرة.. ولم يتناول هذه التصرفات.. بل تناول قيام الألتراس بعمل دخلة لتكريم شهداء مجزرة ستاد بورسعيد.. وهذا هو الظاهر في الاجتماع.. أما النية في شن هجوم علي أحد فلا أظن أن محمود علام كان عليه أن يفتش في نوايا المجتمعين.. ومع ذلك ظهر الرجل متحملا للمسئولية.. لم يلق المسئولية علي أحد العاملين في النادي وتحملها بنفسه باعتباره مسئولا عن كل العاملين بالنادي ووضع استقالته أمام مجلس الإدارة. يبقي سؤال واحد وهو أن المسموح بدخوله من جماهير الألتراس ثلاثة آلاف متفرج فقط.. فمن الذي سمح لسبعة آلاف آخرين بالدخول.. وإذا كان الأهلي قد طبع ثلاثة آلاف تذكرة.. فكيف دخل الباقون.. وما هو الدور الذي يقوم به رجال الشرطة علي أبواب الاستاد.. ولماذا لم يتمسكوا بدخول حاملي التذاكر فقط ؟.. إن التهاون كان سببا في حدوث مجزرة بورسعيد التي كادت تعصف ببلادنا شرقا وغربا والسبب مباراة كرة قدم.. أي أن الجنازة كانت حارة جدا ضحاياها 27 شهيدا بعد المباراة وعشرات بعد حكم المحكمة ومئات الجرحي والمصابين..والميت مباراة كرة قدم لا تساوي كلب اي إذا قارنا خسائرنا بسببها.. أحداث هذه المباراة البورسعيدية درس قاس جدا لكل العاملين في مجال الأمن بضرور أخذ كل الاحتياطات المطلوبة وغير المطلوبة تجنبا لحدوث مصائب كبيرة جدا خاصة وأننا مازلنا نعيش جوا من الانفلات الأمني الزائد عن الحد ومن الممكن أن تعرض أي أحداث قد تنجم عن تصرفات حمقاء لبعض المتهورين من الشباب عن ضياع مستقبل الكثير من الضباط والمسئولين كما حدث في الواقعة الأولي.. كنت أتخيل أن البعض اتعظ من الدرس السابق علي اعتبار ¢ اللي اتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي ¢ لكن من الصعب تغيير العقائد الوظيفية بين عشية وضحاها مهما كانت جسامة الأحداث. إن مساءلة كبار المسئولين في الداخلية لن يقدم أو يؤخر كثيرا.. لكن الأمر يحتاج قرارات حاسمة وجريئة تحافظ علي حياة الناس وكفانا استهتارا.