اللواء محمود علام المدير التنفيذي للنادي الأهلي.. رجل هو الأنشط بين مديري الأهلي في العقدين الأخيرين. ومنذ أن بدأ كمدير لفرع الجزيرة.. ومتابعًا لإنشاء وتجهيز منتجع النادي في مرسي مطروح. ومتابعة لمقر النادي الجديد في الشيخ زايد.. وأيضًا لقربه الشديد من أعضاء النادي وجماهيره. فهو يعرف قيادات الجماهير بالاسم. وكان دائمًا وراء نجاح العديد من المباريات الصعبة للأهلي. سواء عندما كانت الجماهير تملأ ستاد القاهرة عن آخره. أو بعدما فرضت علينا الظروف الحرمان من هذه الجماهير. علام.. كان متضامنًا بشدة مع أسر الشهداء الذين سقطوا في أحداث ستاد بورسعيد. وبالتالي مع أصدقائهم من جروبات الألتراس.. وكان دائم الدفاع عنهم وعن قضيتهم ومتحمس لهم. مدافعا عن مواقفهم. وذلك لثقته في حسن نواياهم وصدق حبهم للنادي الأهلي.. لذلك أقول إن اللواء محمود علام هو الرجل المناسب في المكان المناسب. ولأن علام صاحب شخصية شجاعة وواضحة تقدم باستقالته إلي مجلس إدارة الأهلي بعد أن شعر بالجرح من التصرفات غير المسئولة للألتراس وقيادته. بعد أن أعطاهم الأمان بالسماح بحضورهم في مباراة توسكر الكيني. بل والسماح للبعض منهم بالتدريب علي "الدخلة" داخل الصالة المغطاة.. ولكنهم لم يقدروا له ذلك ولا مواقفه المساندة السابقة. فكانت الخدعة الكبري. عندما تجاوزوا العدد المسموح بدخوله من 3 آلاف إلي ما يزيد علي 20 ألفا.. وكان الشيء الأخطر تلك اللافتات الحقيرة التي مست قواتنا المسلحة والشرطة المظلومة معنا.. لافتات لا تعبر إلا عن غباء أصحابها. وأوقعت الفتنة التي حذرنا منها مرارا لأن تجاوزات هذا الألتراس أصبحت لا تحتمل ولا يمكن قبولها.. فبسبب تصرفاتهم سقط من سقط في ستاد بورسعيد وفي بورسعيد نفسها.. وبسببهم تحولت استاداتنا إلي ساحات خاوية من الجماهير. وكأن اللاعبين يلعبون في "الربع الخالي".. وبسببهم ينظر إلينا العالم نظرة تشكك وعدم إحساس بالأمان.. ثم جاءت جريمتهم في ستاد برج العرب ليتسببوا في إحراج ناديهم الذي يدعون انهم يحبونه ويعشقونه حتي الموت.. أهو كلام! شجاعة محمود علام جعلته يعلن أن مجلس إدارة الأهلي غير مسئول عن هذه السقطة وأنه وحده من يتحمل المسئولية لأنه أعطي الأمان لمن يظنهم غيورين علي النادي الأهلي واسمه الكبير. وعلاقاته مع كل مؤسسات الدولة.. فخاب ظنه بهم. ولكن لن يخيب ظنه في بقاء علاقات النادي الأهلي جيدة وطيبة مع الجميع لأن النادي الأهلي عاش منذ تأسيسه علي احترام الجميع فكيف يكون الحال بالمؤسسة العسكرية ووزارة الداخلية وكلاهما كيان يفخر به كل المصريين. قرار قبول استقالة علام من عدمه. ليس بالأمر المهم.. فالأهم أن هذا الرجل الشجاع أكد علي براءة إدارة الأهلي من المشاركة في هذه الفعلة أو التعاون بشأنها.. وأن المسألة برمتها كانت لعب عيال. ووقع فيها الكبار جداً.