أحب وظيفته وأخلص لها حتي النهاية.. وكان محبوبا بين زملائه الذين يشهدون له بحسن السير والسلوك لدرجة انه في فترة عمله البسيطة تفوق عليهم وأُسندت له أعمال ضخمة بسبب تفانيه في العمل.. ولكن حدثت لأسرته ظروف قاسية وبسببها اقترض واستدان وعجز عن التسديد.. وتم تقديم 8 إيصالات أمانة للنيابة وتم حبسه ثلاثة أشهر فقط من جملة ثلاث سنوات.. وقامت أسرته بالتسديد وعمل الصلح.. ولكن رفضت شركته عودته للعمل مرة أخري منذ شهر أغسطس 2010.. حتي أصبح يعيش في كرب ويخشي من سجنه مرة أخري بسبب قرض البنك الذي كان يسدده من راتبه. ويتمني عودته لعمله لاستقرار أسرته.. هو حسن عطا عبد النبي أحمد والمقيم بشارع 11 خلف مقام الشيخ محمود. بالسيل الريفي. بمحافظة أسوان.. والذي يحدثنا عن مأساته قائلا: كنت أعمل فني بشركة توزيع كهرباء جنوب الصعيد بأسوان. بقطاع كهرباء هندسة شمال.. وكنت الوحيد في أسرتي المكونة من سبعة أفراد الذي تم تعيينه في القطاع العام. ولكني تعرضت منذ سنوات قليلة إلي ظروف قاسية للغاية حيث تم تنكيس المنزل الذي كنا نعيش فيه. لأنه كان آيلا للسقوط وأصبحنا مهددين إلي المبيت في الشارع. وفي نفس الوقت كان والدي مريضا وحالته سيئة جدا.. وأصبحت لا أستطيع سد احتياجات أسرتي وتنكيس المنزل ومرض والدي. لأن راتبي وقتها كان بسيطا لأنني كنت حديث التعيين فاضطررت إلي اقتراض مبلغ من البنك. ولكن المبلغ لم يف باحتياجات أسرتي.. فاضطررت مرة أخري إلي الاستدانة من كل معارفي.. إلي أن ضاق بي الحال ايضا بسبب المنزل ومرض والدي ومطالبة من استدنت منهم بأموالهم.. فأخذوا عليّ إيصالات أمانة. وبعد فترة قليلة قدموها إلي النيابة التي بحكمها تم تحويلها للمحكمة وحددت لي مواعيد جلسات لكل الإيصالات. وكنت مكتوف الأيدي لا أستطيع فعل أي شيء.. لآن المسئولية كانت أكبر مني ولا أستطيع تحملها. فوضت أمري إلي الله عز وجل حتي وصل بي الحال إلي انني عجزت عن توفير أتعاب المحاماة.. وشاء قدر الله أن تحكم المحكمة عليّ بالحبس لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة. وتم سجني في السجن العمومي بقنا وكانت ظروفي صعبة للغاية ولكن ألهمني الله الصبر علي ذلك. وكنت في نفس الوقت أحمل هم أسرتي في الخارج ولأنهم كانوا يعانون أشد المعاناة لتدبير المبالغ المطلوبة لكي يتم الإفراج عني وأخسر وظيفتي. وبعد أن تم دفع جميع المبالغ المطلوبة وتم الصلح في جميع القضايا.. حصلت علي حكم بالبراءة ووقفت الأحكام الصادرة ضدي. وأثناء سجني قمت ¢بعمل حفظ وظيفة¢ حتي أضمن عودتي للعمل مرة أخري. وبعد خروجي أخذت جميع الأوراق التي تثبت ان سبب غيابي عن العمل كان فيه أحكام قضائية عليّ وصدر لي حكم بالبراءة فيها وتوقفت ماعدا الثلاثة شهور التي تم التنفيذ فيها. يكمل حسن حديثه قائلا: سألت بعض المحامين ورئيس محكمة أسوان عن إمكانية عودتي للعمل. فأفادوني بأن الموضوع سهل وليس فيه أدني مشكلة. وعندما تقدمت بأوراقي إلي الشركة وجدت مماطلة شهرا وراء الآخر دون جدوي.. وعند الاستفسار أفادوني بأن أوراقي لم تعرض علي لجنة شئون العاملين. علي الرغم من ان هذه اللجنة يتم انعقادها كل شهر.. حتي أبلغوني في إحدي المرات شفهيا بأنه تم إنهاء خدمتي من العمل دون إعطائي قرارا مكتوبا وموثقا.. وتم منعي من دخول الشركة بعد ذلك. يضيف حسن قائلا والدموع في عينيه: أعيش الآن في ضيق الحال والرزق وأصبحت مهددا بدخول السجن مرة أخري ليكتمل علي ضياعي.. ضياع من حولي وأصبحت أسرتي مهددة بالتشرد ولا تستطيع توفير القوت اليومي. ورغم ذلك لم أستطع توفير أتعاب احد المحاماة لكي يترافع ضد الشركة وأعود لعملي ولا أستطيع التحرك هنا وهناك والسفر لكي أسعي لعودتي بسبب ضيق حالي. فهل يتدخل المهندس أحمد إمام وزير الكهرباء.. لمساعدة حسن وإصدار الأوامر بعودته للعمل لكي يستطيع تسديد ديونه وأقساط البنك من راتبه.