تحولت منطقة باب الخلق بوسط العاصمة إلي كتلة من اللهب بعد اندلاع حريق هائل داخل محكمة جنوبالقاهرة بشارع بورسعيد أتي علي محتويات الطابق الثالث الخاص بمكاتب النيابات بالكامل ودمر جميع ملفات القضايا وعددا من أجهزة الكمبيوتر وتسبب في انهيار السقف في الوقت الذي سيطر رجال الحماية المدنية علي النيران من خلال 35 سيارة إطفاء مزودة بسلالم هيدروليكية قبل امتداد ألسنة اللهب إلي باقي الطوابق ونتج عن الحريق حدوث ميل في جدران المبني وأصبح معرضاً للانهيار. تلقي اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لقطاع القاهرة إخطاراً من غرفة عمليات النجدة في السابعة من صباح أمس بنشوب حريق هائل داخل محكمة جنوبالقاهرة بالطابق الأخيرة واندلاع ألسنة اللهب بكثافة من داخلها فكلف اللواء سامي يوسف مدير ادارة الحماية المدنية بالقاهرة ونائبه اللواء جمال فريد حلاوة بسرعة الانتقال إلي هناك والدفع بعدد من السلالم الهيدروليكية للسيطرة علي الحريق قبل امتداده لباقي الطوابق خاصة ان المبني مقام من الأعمدة والأسقف الخشبية وهو ما سيساعد علي سرعة انتشار النيران. انتقل إلي موقع الحريق اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية يرافقه اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة واللواء عبدالعزيز توفيق مساعد الوزير مدير الادارة العامة للحماية المدنية لمتابعة أعمال الاطفاء من خلال 35 سيارة مزودة بسلالم هيدروليكية انتشرت في المكان وقامت بمحاصرة المبني من جميع جوانبه لسرعة السيطرة علي الحريق. قام اللواء سامي يوسف مدير ادارة الحماية المدنية بالقاهرة بمد خراطيم المياه عبر السلالم الهيدروليكية من خارج المبني في الوقت الذي انتشر فريق من رجال الاطفاء يقوده اللواء جمال فريد حلاوة نائب مدير الادارة في المبني من الداخل للسيطرة علي الحريق والدفع بكميات كبيرة من المياه للطابقين السفليين لمنع امتداد النيران لهما قبل الوصول إلي مصدر الحريق. استمرت عمليات الاطفاء أكثر من خمس ساعات تحولت خلالها منطقة باب الخلق إلي كتلة من اللهب بسبب تصاعد النيران من داخل المبني بكثافة رغم الدفع بكميات كبيرة من المياه لاحتواء المبني علي عدد كبير من عروق الأخشاب في الأسقف والجدران وهو ما تسبب في تجدد النيران مرتين خلال عمليات التبريد. تبين للواء جمال عبدالعال مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة ان المبني مكون من 3 طوابق بالاضافة إلي البدروم علي مساحة أكثر من ألف متر وان الحريق بدأ في الطابق الثالث باحدي غرف وكلاء النيابة والتهم محتوياتها بالكامل ثم امتد للمكاتب المجاورة لتشتعل النيران في الطابق بأكمله. تسبب الحادث في إصابة عدد من الضباط والأفراد والموظفين المتواجدين داخل مبني مديرية أمن القاهرة الملاصق لمبني المحكمة المحترق بالاختناق خاصة في الأدوار العليا بسبب تصاعد ألسنة اللهب بكثافة وتحول سطح المحكمة إلي كتلة من اللهب بعدما تبين انه مغطي بمادة البلاك العازلة وهو ما ساهم في عدم السيطرة علي الحريق سريعاً وتوقفت حركة المرور بالمنطقة تماماً وتم تغيير مسار السيارات للشوارع المحيطة وهو ما تسبب في اصابة منطقة وسط القاهرة بالشلل التام بعد قطع الحركة المرورية بمنطقة باب الخلق والمحاور المؤدية اليها وهو ما أعاق وصول سيارات الاطفاء الاضافية من الوصول إلي موقع الحريق للمساعدة في عمليات الاطفاء والتبريد. كشفت المعاينة المبدئية ان الحريق سببه ماس كهربائي باحدي اللوحات الكهربائية بدأ في غرف التحقيق الخاصة بنيابة بولاق أبوالعلا ثم امتد لنيابة باب الشعرية ومنها إلي نيابات حوادث وسط القاهرة وغرف جدول غرب القاهرة لتمتد النيران إلي باقي المكاتب في الطابق بأكمله وتدمر كافة غرف التحقيق الخاصة بنيابات وسط وغرب القاهرة ومكاتب المحامين العموميين دون ان تمتد إلي قاعات المحاكم في باقي الطوابق. دمر الحريق مئات الملفات الخاصة بالقضايا المنظورة أمام النيابات والمؤرشفة بغرف الحفظ وأجهزة التكييف والكمبيوتر وتسببت النيران والمياه المستخدمة في عمليات الاطفاء في حدوث ميل بمبني محكمة جنوبالقاهرة وأصبح معرضاً للانهيار. وكشف مصدر أمني للجمهورية ان من ضمن الملفات المحترقة قضية اتهام قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية السابق والمحتجز حالياً في واقعة اتهامه باطلاق النار علي ضابط العمليات الخاصة أثناء إلقاء القبض عليه تنفيذاً لقرار الانتربول الدولي كذلك كافة ملفات القضايا الخاصة بالأحداث التي وقعت بميدان التحرير ومقتل الشهيد جيكا والجندي وان 90% من الملفات المحترقة خاصة بقضايا الرأي العام. من جانبه أكد اللواء جمال فريد حلاوة نائب مدير الادارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة ان قوات الاطفاء تعاملت مع الحريق بكفاءة ساهمت في تقليل الخسائر وعدم امتداد ألسنة اللهب إلي باقي الطوابق حيث تم التعامل مع النيران من الخارج باستخدام السلالم الهيدروليكية ومن الداخل من خلال مد خراطيم المياه إلا ان كمية المياه المستخدمة في الاطفاء أثرت علي المبني وجعلته آيلاً للسقوط بعد حدوث ميل في جدرانه.