** توقفت طويلاً أمام تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تعقيباً علي استدعاء الطبيب المصري الشهير "باسم رأفت يوسف" مقدم أحد برامج التوك شو للمثول أمام النيابة العامة علي خلفية اتهامه بازدراء الدين الإسلامي.. قال ممثل العم سام بالحرف الواحد: "قلقون بشأن ما يحدث في مصر. ونحاول أن نساعد الشعب المصري لتحقيق أحلامه التي رفعها في ميدان التحرير".. ومثل هذا التصريح الذي يعكس عجرفة ووقاحة الولاياتالمتحدةالأمريكية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مسألة تحرير الوطن من التبعية تمثل تحدياً حقيقياً للرئيس محمد مرسي أمس واليوم وغداً. ويضع كرامة الشعب المصري علي المحك. فالمؤكد أن الولاياتالمتحدة تسعي جاهدة لتفريغ الثورة المصرية من مضمونها والعودة بالشعب المصري الي الوراء. ولذا كان طبيعياً أن يسارع حزب الأغلبية الحرية والعدالة بإعلان رفضه واستنكاره للتدخل الأمريكي في الشأن المصري الداخلي. وسرعان ما أدركت الإدارة الأمريكية أنها تجاوزت الأعراف الدبلوماسية وردت بتصريح آخر قالت فيه: "لا نتدخل في شئون مصر. والقانون يجب أن يطبق في جميع الظروف".. وفي المقابل فإن الإعلامي الأمريكي البارز "جون ستيورات" قد تجاوز الخطوط الحمراء في ممارسة النقد لزعماء الدول. وخصص حلقة كاملة من برنامجه التليفزيوني الساخر للتعريض بالرئيس مرسي عقب احالة شبيهه المصري للنيابة العامة.. قال الإعلامي الأمريكي الوقح: إن من يحاكم "باسم" مجنون. وسواء عبر ستيورات عن رأيه الشخصي أوعكس رؤية بلاده. فإن مثل هذه المواقف تشير بوضوح إلي اصرار الولاياتالمتحدة علي المضي في تنفيذ سيناريو تفكيك الدولة المصرية تحت ستار دعم الديمقراطية في مصر عبر تمويل المنظمات الأهلية من ناحية. وتدعيم الثورة المضادة في السر والعلن من ناحية أخري. ** ولا يختلف اثنان علي دور السفارة الأمريكيةبالقاهرة في تأجيج نيران الخلافات بين أبناء الشعب المصري بالتمويل واثارة الفوضي. فقد أدركت أمريكا استحالة احتواء النظام المصري في أعقاب وصول التيار الإسلامي لسدة الحكم وواقع الحال أن السيناريو الأمريكي لإنهاك الدولة واسقاطها قد باء بالفشل بعد أن فشل حلف جبهة الخراب في توفير الغطاء السياسي لأعمال العنف والبلطجة في شتي أنحاء البلاد. وسقطت ادعاءات الإدارة الأمريكية بمساندة الرئيس المنتخب والانتصار لحق الشعب المصري في اختيار نظامه السياسي. ودعونا نسترجع تصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد أيام من إعلان فوز الرئيس محمد مرسي بمنصب الرئيس قبل تسعة أشهر.. قال أوباما: "مصر ليست دولة صديقة ولا عدوة لأمريكا" ومع هذا التصريح ارتفعت أسقف التوقعات بأن زمن التبعية قد ولي وانتهي. لكن الأحداث علي الأرض أكدت حرص الولاياتالمتحدة علي التواصل مع كافة القوي السياسية المناهضة للدولة الإسلامية الوليدة وتلبية احتياجاتها المادية والمعنوية. وكم تعددت لقاءات السفيرة الأمريكية مع النخب العلمانية والليبرالية وفلول النظام السابق لإعادة تدوير الدولة العميقة. وعندما فشل حزب الشيطان في اسقاط النظام اندفع الوزير الأمريكي بتصريحه المذكور أعلاه دفاعاً عن الآلة الإعلامية الأمريكية المتمثلة في فضائيات رجال الأعمال الذين تمولهم الولاياتالمتحدة. ** آخر الكلام: طالب المستشار أحمد الزند مجدداً بإعادة المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام السابق إلي منصبه تنفيذاً لحكم محكمة استئناف القاهرة. وبعيداً عن الجدل القانوني حول قرار المحكمة نؤكد علي احترامنا الكامل للسلطة القضائية. ونتساءل عن السر وراء عدم حسم التحقيقات مع رئيس نادي القضاة بشأن اتهامه بالاستيلاء علي ثلاثمائة فدان من أراضي مرسي مطروح.. كان مجلس القضاء الأعلي قد أمهل المستشار الزند أسبوعين في منتصف فبراير الماضي للرد علي الاتهامات الواردة في البلاغات المقدمة ضمه إلي النائب العام. ورغم مرور ستة أسابيع علي قرار مجلس القضاء الأعلي لم يعلن بعد عن رد المستشار الزند من عدمه. فإذا كان بريئاً من التهم الموجهة إليه. فلماذا لا يرد له اعتباره؟