تعرض الملايين من مستخدمي شبكة الإنترنت حول العالم لبطء غير عادي في الاتصال بالعديد من المواقع علي الشبكة العنكبوتية خاصة في محركات البحث وخدمات البريد الإلكتروني وذلك نتيجة لأكبر هجوم إلكتروني علي الإطلاق في تاريخ الانترنت وبعد ظهور تفاصيل الهجوم الالكتروني الذي نتج عن خلاف بين جماعة مناهضة لرسائل البريد الالكتروني غير المرغوب فيها وشركة ترسل هذه الرسائل بدأت الهجمات الانتقامية التي اثرت علي الانترنت في العالم. كان الهدف من الهجوم الذي بلغ أشده يوم الأربعاء الماضي هو شركة *سبام هاوس* التي تتخذ من جنيف في سويسرا مقرا لها .. حيث وصفت تقارير هذا الهجوم بأنه كبير جدا وأثر علي خدمة الانترنت ليس في أوروبا فقط ولكن في جميع أنحاء العالم. لم تكن هناك أي شكوي من الشركات التي ترتكز أعمالها علي الانترنت مثل موقعي أمازون ونيتفليكس بأن خدمة الانترنت كانت بطيئة بشكل غير عادي كما لم ترصد المنظمات التي تراقب الانترنت أي دليل علي أن الهجوم تسبب في ابطاء سرعة الانترنت بشدة مشيرة إلي أن هذا الأمر قد استخدم كحيلة للدعاية من قبل الشركة التي استخدمتها سبام هاوس للدفاع عن نفسها. استهدف الهجوم شركة سبام هاوس وهي إحدي أكبر الشركات المتخصصة في تقديم خدمات الحماية من رسائل الاحتيال والرسائل المتطفلة غير المرغوب فيها المعروفة باسم سبام. بدأ الهجوم عندما استخدمت مجموعة من الهاكرز المحترفين أسلوبا متقدما في الهجوم معتمدين علي هجمات من نوعية "DDOS" التي تعتمد علي إغراق خوادم الشركة المستهدفة بفيضان من البيانات بشكل تعجز معه النطاقات المتاحة لها عن استيعابها وهو ما قد يعطل أي خدمة تقدمها الشركة. نتيجة لهذا الهجوم كانت أجهزة ¢سبام هاوس¢ تستقبل 300 مليار بايت من البيانات في الثانية وهو ما يعادل 300 جيجابايت مما أسفر عن توقف الخوادم بشكل شبه كلي خصوصا أنه اتضح أن الهجوم عليها بدأ منذ يوم 18 مارس الماضي وتحديدا بعد أن وضعت خدمة الاستضافة ¢سيئة السمعة¢ ضمن قوائمها السوداء وهو ما خلق لها الكثير من الأعداء الغاضبين والساعين للانتقام. امتد تعطل أجهزة سبام هاوس إلي الملايين من الأجهزة التي تعتمد علي خدمات الحماية التي توفرها الشركة خصوصا أنها تدعم تقنيا الكثير من الشركات والمنظمات العالمية لحمايتها من جميع أشكال المحتوي المتطفل. من جانبها قالت سبام هاوس التي حظيت بدعم وتعاون حكومات كثيرة حول العالم ان الهجوم قوي لدرجة يمكنه أن يهدد حركة النقل الدولية المتعلقة بالانترنت مؤكدا ان خمس دول في العالم بدأت فعليا بالتحقيق لمعرفة مصدر الهجوم وأسبابه فيما أرجعت المنظمة سبب الهجوم الي اغلاق مشغل هولندي يحمل اسم Cyberbunker. وتدور الشبهات عن شركة تقع في ملجأ تحت الأرض يقع بعمق 5 طوابق في مقر سابق لحلف شمال الأطلنطي¢ الناتو ¢ تعهدت بنقل كافة المواد المتعلقة بالانترنت عدا المواد الإباحية التي تتناول الأطفال. قال سفين أولاف كامفيوس- الذي يزعم أنه المتحدث باسم "سايبربنكر" ن شركة ¢سبام هاوس¢ تسيء استخدام موقعها ولا يجب ان يسمح لها باتخاذ قرار بشأن ما ينشر علي الانترنت وما لاينشر وتبذل الشرطة الهولندية جهودا كبيرة لوقف الهجوم فيما دخلت الشرطة الأوروبية خلال الأيام الماضية علي خط المعالجة بهدف وقف ما يظهر وكأنها اول حرب انترنت.