كل سنة وكل أم طيبة.. كل سنة وأمنا العظيمة الكبيرة مصر وهي شامخة مرفوعة الرأس رغم أنف الحاقدين والفاسدين.. فالله يحميها ويسدد خطاها ولو كره الكارهون.. فها هو منتخب الشباب بقيادة المحترم ربيع ياسين يقدم هدية عيد الأم في موعده بتألق لاعبيه ونجاحهم في حجز بطاقة كأس العالم بتركيا ويصر علي تكملة المشوار والفوز باللقب الأفريقي.. والمنتخب الأول يصر علي تقديم الهدية يوم الثلاثاء القادم عندما يواجه منتخب زيمبابوي ويحقق الفوز ليقترب خطوة جديدة من التأهل للدور الأخير والحاسم للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالبرازيل العام القادم بقيادة البوب الأمريكي الذي يعمل في ظروف صعبة.. ورغم النجاحات التي يقدمها الرياضيون لمصرنا العزيزة لايزال الساسة مشغولين بالتناحر والفرقة والصرصرة غير المجدية في أغلبها عبر القنوات الفضائية وغيرها ولا يعنيهم سوي المصالح الضيقة ضاربين بمصالح البلاد والعباد عرض الحائط وكأنهم مصريون علي عقوق الأم الحنون.. فكما قلنا ونقول مرارا إن مصر أكبر منا جميعا وهي الظل الذي نستظل به جميعا في حر هذا الزمن الصعب وعودتها إلي ريادتها ومكاناتها الطبيعية مرتبطة بعودتنا جميعا إلي رشدنا وتغليب المصلحة العليا علي النظرة الضيقة.. ففي الاتحاد قوة والفرقة ضعف وقهر.. فمصر هي أم الجميع وليست أم لفصيل بعينه ولن ترضي إلا بالوفاق الوطني وتصالح الفرقاء واتحادهم من اجل عيون هذا الوطن المعطاء وبالتالي لا مناص عن عودة الحياة السياسية إلي الطريق الصحيح حتي تتفرغ مؤسسات الدولة إلي الاستقرار عبر استتباب الأمن والانشغال بهموم المواطن من مأكل وملبس وتعليم وعلاج حتي تعود الدولة إلي هيبتها ودورها الحقيقي بعيدا عن التناحر وأساليب المؤامرات ولي الذراع والغلبة والتمكين.. فالقانون هو السيد وهو الحاكم والشاهد علي تصرفات الجميع.. فكم أسعدنا عودة القضاء إلي هيبته وسيسعدنا أيضا عودة الشرطة إلي مكانتها وابتعاد السياسة عن الدين حتي لا يساء للدين.. فالشعب المصري بفطرته متدين ولا يمكن المزايدة علي ذلك او المتاجرة باسم الدين لأن ذلك يسئ إلي ديننا الحنيف الذي هو بريء من ذلك.. صحيح لاتزال ثورة 25يناير المجيدة تبعث بمكنوناتها وأيضا تبحث عن نفسها في غرفة العناية المركزة بعد أن حاول البعض اغتيالها وسرقتها وهم يغفلون أنها حية وتعيش فينا وقد تمرض لكنها لا تموت وسوف تنتصر في النهاية ويدخل الفئران الجحور وتطفو الطحالب علي سطح الأحداث ليسهل اصطيادها.. فالضمائر الحية لا تعيش إلا في عقول نيرة وقلوب صافية أما التربص بالآخرين وتصيد الأخطاء فتلك صفات دخيلة علي شعبنا الأصيل الذي سيعود إلي فطرته الطيبة لأنه يمتلك مخزونا عظيما من القيم والمبادئ والحضارة التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ وها هو يقدم كل يوم رسائل سواء للحزب الحاكم أو المعارضة حتي يضطلع كل بمسئولياته لأن التاريخ سيحاسب المقصرين ولن يعود الشعب إلي سباته العميق بعد أن عرف كيف تظل عيونه مفتوحة لتحقيق مطالبه ومصالح الوطن الذي يعيش فينا.