رغم كون المرأة لا تشارك مطلقا في اتخاذ القرارات المؤدية للحروب والنزاعات المسلحة إلا أنها تتحمل العبء الأكبر من تبعات وآثار هذه الحروب سواء كانت أما أو اختا أو ابنة.. وغالبا ما تكون لهذه التبعات انعكاساتها النفسية والاجتماعية والمعنوية والتي لا يمكن أن تزول آثارها بمرور السنين. ومما يدعو للرثاء أن يتزامن يوم المرأة العالمي وهو الثامن من مارس مع الاحتفال السوري بانقلاب 1963 في سوريا والذي جاء بحزب البعث علي رأس السلطة في البلاد والذي بموجبه استحوذ حافظ الأسد علي السلطة. ورغم جرائم حافظ الأسد الكثيرة إلا أنه كان مناصرا لحقوق المرأة. أما وريثه بشار الاسد فقد تحولت البلاد في عهده إلي ما يشبه الجحيم بالنسبة للمرأة ولاسيما للملايين اللائي شردتهن الحرب المستعرة منذ نحو العامين. ومن بين سلسلة من الانتهاكات التي وسمت الحرب في سوريا. برز الاغتصاب كأحد الاسباب الدافعة للنزوح إلي الاردن ولبنان وفقا لتقرير لجنة الإغاثة الدولية خاصة وأن مرتزقة وشبيحة الاسد عمدوا إلي استخدام الاغتصاب كأحد اسلحة الحرب. وكانت مفوضة الأممالمتحدة السامية لشئون اللاجئين قد ذكرت مؤخرا خلال اجتماع لمجلس حقوق الإنسان في جنيف. أن أزمة النزوح رافقها جرائم جنسية وانتهاكات متعمدة للنساء والاطفال فضلا عن سلسلة من الاعتداءات الجسيمة علي الكرامة الانسانية. وأشارت إلي أن تلك الهجمات غالبا ما كانت تنفذ بصوة علنية. بهدف مضاعفة حجم الذل والعار لمن يبقي من الضحايا علي قيد الحياة. ونتيجة لهذا العنف. تشردت العديد من الاسر لمرات عديدة. ونسبة ضئيلة منها هي القادرة علي العثور علي مأوي آمن أو المساعدة الكافية وبحسب تقارير الأممالمتحدة فقد بلغ عدد اللاجئين السوريين نحو مليون شخص فيما يصل عدد المشردين في الداخل لنحو 3 ملايين شخص ومن ثم فإن نحو أربعة ملايين سوري من اصل اجمالي عدد السكان البالغ 23 مليونا يحتاجون إلي مساعدات عاجلة. وفضلا عن التحديات اللوجستية والأمنية التي تعوق توصيل المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين. هناك نقص كبير في التمويل رغم تعهدات بقيمة 1.5 مليار دولار قطعتها الدول المانحة إبان مؤتمرها في يناير الماضي بالكويت حيث لم يدفع سوي 20% فقط. وفي ظل هذا الوضع المأساوي وحالة اليأس من حرب طال أمدها والنكوص الدولي المهين للسعي لايجاد حل للأزمة السورية. والذي اشبه ما يكون بالتواطؤ الدولي لإطالة أمد الحرب. تتواصل معاناة اللاجئين السوريين. ولاسيما النساء. فاللاجئات السوريات اللاتي هربن من جحيم الحرب وعار الاغتصاب في سوريا لم يجدن سوي التحرشات الجنسية وعروض الزواج التي تسعي لاستغلال أوضاعهن في عدد من الدول اللاتي لجأن إليها. بل اضطرت الكثير منهن إلي امتهان الدعارة كوسيلة لكسب العيش. سواء بشكل طوعي بسبب الفقر ومصادر الدخل الضئيلة أو حتي المعدومة أو بشكل قسري بعد أن يتم بيعهن من قبل الآباء أو الازواج. هذه الحقائق المفزعة ليست للتشهير وإنما هي دعوة لتغيير الواقع المؤلم للاجئات السوريات في ظل الصمت العربي والتواطؤ الدولي.