أسخن معركة انتخابات صحفية!!! سألوني : من الذي اخترته نقيباً للصحفيين هذه المرة؟؟ وكان ردي : الحمد لله.. لن أختار أيا من الصديقين عبدالمحسن سلامة أو ضياء الدين رشوان لأن كليهما صاحب فضل علي شخصي.. وصديق قديم.. الأخ عبدالمحسن سلامة أحد الذين تحمسوا وأصروا علي تكريمي كأقدم عضو في النقابة.. التحقت بالنقابة في مايو ..1951 منذ 62 عاماً.. وخلال الاحتفال أصر علي أن يقرأ "السيرة الذاتية" الطويلة التي اخجلتني وأبكتني وأبكت بناتي.. فصفق الحاضرون. أما الأخ الدكتور ضياء الدين رشوان فقد تعرفت عليه في الثمانينيات في باريس في مكتب "الأهرام" خلال أسوأ وأسود أيام حياتي حينما كانت زوجتي تعاني وتكافح مرضاً شرساً قاسياً.. وقام الأخ ضياء بمساعدتي في إرسال العمود اليومي إلي الجمهورية.. وكانت تعليمات صديق العمر إبراهيم نافع للمكتب أن يلبي كل طلباتي.. كان رئيس المكتب شريف الشوباشي الكثير السفر والغياب وكان الدكتور ضياء تقريباً هو الذي يقوم بكل أعمال المكتب فكان نعم الصديق في غربة قاتلة حزينة مؤلمة. لن أعط صوتي لأي منهما لسبب بسيط.. هو غباء لائحة النقابة التي تحرم أصحاب المعاشات من الإدلاء بأصواتهم!!! وهو غباء ما بعده غباء.. فأولي الناس باختيار النقيب وأعضاء المجلس هم قدامي الصحفيين فهم أكثر الأعضاء معرفة بالمرشحين وأقدر الناس علي حسن الاختيار.. وكانت هناك فكرة لإلغاء هذا النص منذ سنوات ولا أدري إذا كان قد تم إلغاؤه أم لا. *** ولعل أشهر معركة أديرت من هذا البار حينما رشح أنور السادات في أول انتخابات للنقابة في عهده.. رشح موسي صبري.. فرشح هيكل علي حمدي الجمال مدير تحرير "الأهرام". ورغم أنها كانت معركة غير متكافئة.. فكان الكل في صف موسي صبري طبعاً.. لا لترشيح السادات له فقط.. بل لاسمه وماضيه وحجمه قبل كل شيء.. ولكن هيكل كان موقناً بأن مرشحه سينجح في الإعادة!!!!!! اجتمع هيكل بالأستاذ خالد محيي الدين أكثر من مرة في نفس هذا البار ليضمن كل أصوات الشيوعيين والاشتراكيين وما أكثرهم.. واجتمع بالناصريين وعلي رأسهم محمود السعدني.. وأحضر كل مراسلي "الأهرام" في مصر وأوروبا وأمريكا علي نفقة "الأهرام". وفي الجولة الأولي كان موسي صبري متفوقاً طبعاً.. وانصرف معظم الصحفيين علي اعتبار أن الإعادة مضمونة أيضا لموسي صبري وبقي رجال خالد محيي الدين والناصريون وكل محرري ومراسلي "الأهرام".. لذا فاز علي حمدي الجمال وسقط موسي صبري. كانت هذه الانتخابات سبب الكراهية الشديدة من السادات لعلي حمدي الجمال حتي قيل إنه السبب في موته في أمريكا وهذه قصة طويلة أخري.