مقابر "الميري" أو الصدقة والتي يقع أغلبها بشارع التونسي بمنطقة زينهم والمخصصة لدفن مجهولي الهوية تحدث بها جريمة يومية منذ ان استولت عليها كلية الطب جامعة القاهرة لتدريب الطلبة علي جثث الموتي.. الغريب انه بعد التدريب يتم الدفن علي سطح الأرض في بوابات حديدية مما أدي لانبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحيوانات حول المكان. وفاء إسماعيل ربة منزل تقول: أسكن بمنطقة زينهم المجاورة لمقابر الصدقة فوجئنا بقيام الحكومة بعمل تجديدات لتلك المقابر وبعد الانتهاء من التجديدات أغلقت بأبواب ذات أسوار ووضعت لافتة مكتوب عليها "مقابر مستشفيات جامعة القاهرة". تلتقط رضا زكي طرف الحديث قائلة: فجأة تحول الحال بعد تجديدها فالجثث تستخدم استهلاكها في التشريح بكلية طب قصر العيني علاوة علي الدفن والدفن علي وجه الأرض منظر لا يتخيله أحد المدافن تشبه ثلاجات المشرحة كل مدفن له باب من حديد يفتح ويغلق وكل مدفن مخصص له رقم توضع بداخله الجثث أو أكياس الأعضاء فوق بعضها بطريقة مهينة. لبيب راغب عامل يقول: نعاني أشد المعاناة من انتشار رائحة الموتي نظرا لقرب منازلنا من المقابر بالإضافة إلي اننا نري يوميا التربية المسئولين عن مقابر الصدقة يفتحون أبواب المدافن لوضع أكياس أعضاء الموتي وكأنهم يلقون بأكياس مخلفات في عشش يسبب الروائح الكريهة بسبب دفنهم علي وجه الأرض. ويشاركه في الرأي احمد محمد عصام موظف قائلاً: للأسف الموضوع يزداد سوءا مع فصل الصيف لشدة الحرارة والسخونة ومن المؤسف ان فتحات المقابر أبوابها من الحديد الصدئ المتهالك الذي يسرب الروائح الناتجة عن تحلل الموتي. الأمر الذي سيؤدي لانتشار الأوبئة والحشرات الضارة. فتح المدافن للتهوية علي محمد يضيف: سألنا حراس المقابر لمعرفة أسباب الرائحة فقالوا: نفتح الأبواب التي بها الأعضاء للتهوية نظرا لكثرة الأكياس بخلاف تجمعها فوق بعضها الأمر الذي أدي لانتشار الذباب بكميات كبيرة والأخطر انتشار الثعابين والسحالي فلابد من تهوية المدافن حتي لا تظهر تلك الحشرات الضارة. ويلتقط محمد مصطفي طرف الحديث قائلاً: أسكن منذ 40 عاما بالمنطقة ويحيط بنا الكثير من المدافن وليس مدافن الصدقة فقط ولم نعان اطلاقا حتي ان موظفي محكمة جنوبالقاهرةالجديدة ومصلحة الطب الشرعي يتضررون من تلك الرائحة لكون المبنيين يطلان علي هذه المقابر. ويناشد عبدالهادي محمد المسئولين لوضع حل لتلك المقابر والعودة لدفن الموتي بطريقة شرعية وسد فتحات المقابر بالأحجار. وبسؤال حارسة المقابر فوقية ابراهيم أخبرتنا بأن مقابر الصدقة كان يحرسها والدها منذ حوالي 60 عاما وهي مخصصة لدفن الجثث مجهولة الهوية وأيضا للغلابة والفقراء وبعد وفاة والدي توليت الدفن وقامت الحكومة منذ حوالي 10 سنوات بهدم مقابر الصدقة نظرا لتهالكها وتم تجديدها ومع ذلك التجديد للمدافن تغيرت طريقة الدفن لكي تدفن الجثث علي وش الأرض حيث ان المدافن مقسمة بأرقام كل مدفن له رقم وباب ذات قفل حديد يمكن فتحه وغلقه ويدفن في كل مدفن أكثر من 4 أو 6 جثث في مكان واحد بخلاف الأكياس الممتلئة بالأعضاء فتأتي لي يوميا العربات محملة بأعداد كثيرة من الجثث أو الأكياس الممتلئة بالأعضاء سواء بعد تشريح الطلبة بالمستشفيات أو من معهد الأورام والطب الشرعي ومستشفيات قصر العيني جامعة القاهرة أو من المشرحة.