لقي شرطي مصرعه وأصيب 59 آخرون واعتقل 375 شخصا في الاحتجاجات التي أثارتها مقتل اليساري المعارض السياسي شكري بلعيد حسبما أفادت تقارير وزارة الداخلية التونسية. ولم تشر الوزارة إلي عدد المدنيين الذين أصيبوا في أعمال العنف. وأفادت إن نحو عشرة من قوات الأمن أصيبوا لمشاركاتهم في احتجاجات بومي الأربعاء والجمعة. ومن ناحية أخري. اتهمت صحيفة "لوموند" الفرنسية أمس فرنسا بالتدخل في شئون تونس بعد عملية اغتيال السياسي اليساري شكري بلعيد الأربعاء الماضي. حيث أشارت الصحيفة إلي أنه في الوقت الذي كانت تشيع فيه تونس جنازة السياسي البارز بلعيد كان سفير فرنسا في تونس فرانسوا جوييت في طريقه إلي مقر الحكومة التونسية حيث استدعاه رئيس الوزراء حمادي الجبالي. أضافت أن الحكومة التونسية التي اضعفتها الأزمة السياسية الخطيرة الحالية والتي يهيمن عليها حزب النهضة الإسلامي اعترضت علي تصريحات وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس والتي استنكر خلالها ما اسماه ب"الفاشية الإسلامية" التي تنتشر في كل مكان. أوضحت "لوموند" أن وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام انتقد أيضا تلك التصريحات التي وصفها بانها "غير ودية وتضر العلاقات الثنائية بين البلدين". اعتبرت الصحيفة الفرنسية أن هذا التوتر الدبلوماسي الجديد بين فرنساوتونس يأتي في سياق أقل مواتاة بالنسبة لباريس التي يتهمها البعض بمحاولة التدخل في السياسة التونسية ودعم المعارضة التقدمية.. مشيرا إلي أنه وفي مدينة سوسة حيث اقيمت مراسم وطنية لتكريم شكري بلعيد رفع أحد المتظاهرين علم فرنسا وكتب عليه عبارة معادية لفرنسا كما شهد شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة التونسية كتب مجهول علي الأرض بالأحرف الكبيرة "فرنسا الصهيونية". اختتمت الصحيفة الفرنسية بقولها إن عملية تأمين مقر السفارة الفرنسية قد تم تعزيزها بشكل مكثف حيث تم احاطتها بعناصر من الجيش والشرطة. انتقد وزير داخلية فرنسا الخميس الماضي ما أطلق عليه "فاشية إسلامية تبرز في كل مكان تقريبا" تعليقا علي عملية اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد في تونس". قال فالس إنه "مازال يعلق آمالا علي الاستحقاق الانتخابي حتي تفوز به "القوي الديمقراطية والعلمانية وتلك التي تحمل قيم ثورة الياسمين". من جانبه. أكد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية الإسلامية أن حركته لن تسمح بتكرار سيناريو الجزائر في عام 1992 بسبب تمسكها بمبدأ الاعتدال ورفض التطرف والغلو رغم ما شهدته الساحة مؤخرا من اغتيال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين التونسي الموحد شكري بلعيد. وقال راشد الغنوشي في تصريحات لصحيفة "الخبر" الجزائرية الصادرة أمس "إن هناك فرقا كبيرا بين الوضع في البلدين بالمقارنة بما تشهده تونس حاليا".. مستبعدا في الوقت نفسه تدخل الجيش التونسي في الحياة السياسية. وأضاف "الجيش التونسي جيش محترف ومهني لا يتدخل في الشئون السياسية ويتولي حماية الحدود وإذا احتجنا إليه سيؤدي مهامه الوطنية وهذا الجيش لن يحل محل السياسيين في حل مشاكل البلد". وردا علي سؤال حول اتهام البعض لحركة النهضة وله شخصيا بالوقوف وراء حادثة اغتيال شكري بلعيد قال الغنوشي "هؤلاء خصوم عقائديون وسياسيون راديكاليون لا يستطيعون أن ينظروا إلي "النهضة" إلا بكونها حركة رجعية والشر الأعظم وينظرون إلي الإسلاميين كلهم علي أنهم رموز الظلامية والرجعية وبالتالي اغتنموا هذه الفرصة وجعلوا من المصيبة فرصة لمواصلة الهجوم".