رغم الطقس السييء.. والأمطار الغزيرة.. والبرق والرعد.. انطلقت في القاهرة والمحافظات مسيرات ضمت الآلاف من الشباب في "جمعة الخلاص" رددوا خلالها الهتافات ورفعوا اللافتات مطالبين بحكومة انقاذ وطني وحل الحكومة الحالية وتعديل الدستور وإقالة النائب العام وتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث الأخيرة وسقوط الشهداء وإلغاء حالة الطوارئ بمدن القناة. في القاهرة انطلق المتظاهرون من مسجد النور بالعباسية ورابعة العدوية بمدينة نصر والاستقامة ومصطفي محمود بالجيزة عقب صلاة الجمعة إلي قصر الاتحادية والتحرير. في الإسكندرية كانت ساحة مسجد القائد إبراهيم محوراً للحركة والانطلاق وتم قطع طريق الترام والكورنيش فيما اعتذر الشيخ المحلاوي عن خطبة الجمعة أمس تقديراً للوضع الأمني ومنعاً للصدام "كما قال علي موقعه الإلكتروني". وفي السويس وبورسعيد والدقهلية والشرقية والمحلة الكبري وغيرها حمل المتظاهرون صور الشهداء ورددوا الهتافات بالقصاص للشهداء وإقالة وزير الداخلية وطالب المتظاهرون بتفعيل وثيقة الأزهر والانطلاق لحوار وطني جاد. وحرص العديد من المشاركين في تلك المسيرات علي حمل مظلات لحمايتهم من مياه الأمطار. بالإضافة إلي التواجد المكثف لمختلف القنوات الفضائية لتغطية فاعليات تلك المسيرات. علي صعيد متصل خرج المعتصمون من خيامهم أمام قصر الاتحادية علي الرصيف المقابل للقصر. وطالبوا بإقالة الحكومة. وحذر المفكر الإسلامي أحمد كمال أبوالمجد من أنه يري مصر منقسمة إلي ثلاث فرق وأنه يري بداية انهيار الدولة. وحظي الوضع في مصر باهتمام كبريات الصحف والمحطات الفضائية العالمية. تساءلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عما إن كان القادة السياسيون في كل من الحكومة والمعارضة بمصر قادرين علي التخلي عن السقف المرتفع لأجندتهم وتكتيكاتهم التي لا تترك مجالاً للمساومة. والتي أدت بالجميع إلي هذه الحالة غير المستقرة التي تعيشها البلاد. قالت الصحيفة إن كلا من الحكومة والمعارضة رغم الاستقطاب الحاد السائد بينهما لديه مصلحة في وضع نهاية للفوضي قبل أن تستنزف بلادهم. ذكرت الصحيفة أن المظاهرات والعنف في مصر الأسبوع الماضي بدت البلاد معها وكأنها تعيش أيام الثورة التي جرت فيها قبل سنتين مع الاختلاف الكبير بين الوضعين. أعربت الصحيفة عن اتفاقها مع ما قالت إنه تصريح لوزير الدفاع المصري حول إن الهدف مما يجري في شوارع مصر ليس إسقاط نظام بل إسقاط الدولة في فوضي كاملة. وقالت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية في افتتاحيتها أمس انه قبل أن يتحقق تحذير السيسي من أن الصراع السياسي في مصر يمكن أن يؤدي إلي انهيار البلاد. فإن علي وزير الخارجية الجديد جون كيري أن يوضح أن المساعدات الأمريكية مرهونة بالمفاوضات السلمية بين الرئيس محمد مرسي والعلمانيين. فالأمريكيون لا يريدون أن تذهب أموالهم التي جنوها بصعوبة لتسديد ثمن الموت علي ضفاف النيل.