وراء ما حدث في ليبيا وما يحدث في سوريا الكثير من الأسرار سوف تنكشف وتفضح العديد من الدول وقياداتها وأجهزتها وحتي المشايخ في بعضها. وأول نقطة في سبيل الخديعة الكبري ألقاها سلفيو برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا السابق في تصريحاته لوكالة الأنباء الرسمية لبلاده أزاح فيها الغطاء عن بعض ما جري في ليبيا علي غير المتوقع ان يزيح الستار بهذه السرعة برغم ان دماء الشهداء الليبيين الذين سقطوا بقنابل وصواريخ الناتو لم تجف بعد. برلسكوني لم يتحدث من فراغ ولم يتحدث من ضمير حتي استيقظ فجأة نادما علي مجازر شارك في اقترافها وانما كعادة الشركاء في أي جريمة عندما يختلفون علي توزيع الغنائم يفضحون بعضهم ويعترفون بما ارتكبوه. رئيس الوزراء الإيطالي السابق كان مشاركا رئيسياً في غزو الناتو لليبيا كانت الطائرات تنطلق من قواعد الحلف في بلاده لتدمير المنشآت العامة وقتل الأبرياء. قلب الطاولة علي حليفه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وعلي كل من هلل وروج ومول وسلح الجماعات المتطرفة عندما قال إن ما حدث في ليبيا لم يكن ربيعا عربيا أو ثورة شعبية بل تدخل أرادته فرنسا وذهب إلي ما هو أبعد من ذلك بقوله إن ما حدث جري وفق قرار للحكومة الفرنسية بالتدخل في نزاع داخلي وتقديمه في إطار المجتمع الدولي علي انه ثورة وهاجمت طائراتها ليبيا قبل اتخاذ قرار مشترك وقصفت قوات القذافي. أهمية هذا الاعتراف انه يأتي من شريك اطلع علي كل التقارير العسكرية والاستخبارية ليؤكد ان غزو ليبيا ليس من أجل حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية وانما للهيمنة علي منابع النفط واقتسامها لصالح فرنسا وبريطانيا وامريكا وتدمير البلاد وبناها التحتية لتعيد الشركات الغربية بناءها. وليس غريبا ما قاله البعض انها نعم كانت مسرحية فرنسية بطلها ساركوزي وصديقه اليهودي برنارد هنري ليفي الذي ذهب إلي بنغازي مبكراً وادعي التعاطف مع الليبيين ورفع سماعة الهاتف مستنجدا بساركوزي طالبا منه التدخل فوراً لمنع مجزرة تعد لارتكابها قوات القذافي في المدينة واعترف ليفي في كتاب اصدره حول دوره في ليبيا وفي تصريحاته انه فعل ذلك انطلاقا من كونه يهوديا وخدمة لمصالح إسرائيل وتحدث عن الرسالة التي حملها من اصدقائه "الثوار" في المجلس الوطني الانتقالي إلي نتنياهو عارضين فيها التطبيع. برلسكوني رأي ان ساركوزي أصابته الصدمة عندما ذهب إلي ليبيا ووجد صوره وهو يعانق القذافي معلقة في الميادين فعاد إلي أتباعه يقول إن برلسكوني وإيطاليا سلبانا كل الغاز والنفط الليبي وها نحن الآن نري ما يحدث فيما دعي بمواسم الربيع. هناك كثير من القلق لدي الجميع. والسبب أنها تعيد البلدان إلي الوراء. وهذا لا يمت بصلة إلي الديمقراطية الغربية. فضائح ما يقترف بحق سوريا ستكون مدوية ومزلزلة وصادمة عند الكشف عنها.