فرضت كوارث القطارات غير المؤمنة والعقارات غير المرخصة والسيارات المتسرعة نفسها علي اهتمامات المواطن المصري المرهق اقتصاديا ونفسيا وأبعدته بعض الشيء عن متابعة الصراعات السياسية المحتدمة رغم أنها دفعت مصر إلي حد الانقسام وزادت من حدة القلق علي مستقبل الوطن. إن مصر الثورة لديها من التحديات الأمنية والاقتصادية الملحة ما يجب أن يشغل كل القوي السياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات عن التردي في هذه الخلافات والصراعات العقائدية والمصالح الشخصية. لتلتفت إلي الشئون العاجلة المرتبطة بحاضر مصر ومستقبلها وتقديم مقترحات وأفكار غير تقليدية للتعامل معها بما يرسي السفينة علي شاطيء الأمان وتبذل الجهود المجردة من النوازع الحزبية والشخصية لتنظيم حركة العمل الوطني في جميع المجالات علي أسس علمية بمشاركة خبراء مشهود لهم بالكفاءة والإخلاص والحيادية. وبقدر هذه الجهود سوف يقيس الشعب مدي ولاء هذه الأحزاب والقوي السياسية للوطن وحرصها علي تحقيق أهداف الثورة لصالح الشعب كله. وليس لصالح جماعة أو حزب بعينه.