رحم الله جنودنا الشهداء الذين راحوا ضحية حادث قطار البدرشين واسكنهم فسيح جناته وألهم ذويهم الصبر والسلوان. فنحن نجني فساد السنين وإهمال طال كل شيء وضمير غاب بفعل فاعل. وانتهاء العمر الافتراضي للبنية التحية لمصر. وسكوتنا علي نظام جرف بلدنا. وعلي حكومة قنديل ان تسرع في العلاج. لا نعفيهم من المسئولية ولكن أيضا لن نحملهم المأساه وحدهم فكلنا شركاء. حكومة وشعبا وإعلاما ومعارضة. والكل يعرف كيف فالمعارك السياسية تستغرق الجهد والوقت والفكر وتعوق أي محاولات للخروج من كبوة الماضي. الاعلام والمعارضة والنخبة لن يفوتوا هذا الحادث بل سيرونه فرصة ليتاجروا بدم هؤلاء الجنود وسيرمون بالمسئولية كاملة علي الرئيس والحكومة والإخوان والاسلاميين. وسيقوم بعض الرموز بزيارات العزاء تحت عدسات الكاميرات وسيتم تعبئة الأجواء لرفض أي مواساة من الحكومة أو الأحزاب الإسلامية. الحكومة ستحمل المسئولية للنظام السابق وستحاول ان تدافع عن نفسها. وستقول ان أي حكومة مكانها لا تستطيع أن تغير وتحسن وتجود ما أفسده نظام سابق طوال 30 سنة. وانها تبذل اقصي ما في وسعها ولكن الأجواء لا تساعدها. وبالطبع الحكومة عليها جزء من المسئولية فقد تكرر الحادث ولزاما عليها ان تضع برنامج تطوير متكامل لإنقاذ أرواح المصريين وان تعلن ذلك وتكشف كل الملابسات وتسرع فالمعارضة تتربص والجماهير لا تتحمل والسرعة مطلوبة. وظني ان المعارضة ستتخذ من هذا الحادث شرارة التجهيز والتحضير لذكري ثورة يناير وتعبئة الجماهير وأرجو ان تخيب ظني وتأخد منحا آخر تقدم فيه شكلاً جدياً من الأداء يتسم بالكياسة والفائدة لمصر ويساهم في حل مشكلة أو كارثة واحدة فقط استعدادا للانتخابات القادمة. فقبل الحادث بدأ الإعلام يبث اخباراً للتسخين ويبعث برسائل سلبية لشحن الجماهير قبل ذكري الثورة. وينقل عن بعض رموز المعارضة الدعوة للتظاهر. ولم يتعلموا الدرس مما فات. ويصرون علي ضياع الفرصة تلو الاخري. ومع كل مناسبة تتضاءل شعبيتهم إلي ان يصلوا إلي خارج حلبة المنافسة السياسية. ولا أجد تفسيراً لذلك إلا أنه من الغباء السياسي الذي اصاب المعارضة نتيجة عدم تغيير أدائهم وفكرهم عن أيام النظام السابق. فهو هو نفس النهج المباركي. تحذير من الإخوان المسلمين واتهامات لا حصر لها آخرها كان تمثيلية مليشيات الأزهر التي اخرجها حبيب العادلي. ولو كان هناك أي توجه نحو العنف من جماعة الإخوان أو ان لديهم مليشيات أو تنظيم خاص لسهل الانقضاض عليها من النظام السابق وشنقهم جميعا تحت ستار دولي علي أنهم ارهابيون ومباركة أمريكية إسرائيلية. ومن ضمن التصعيد الإعلامي فتح موضوع الدستور من قبّل اليساريين والناصريين وتأويل مواده ليتضح ان معركة الدستور كانت هامة جدا ودامية بالنسبة لهم وأحسوا انهم لاقوا هزيمة قاسية رغم تجنيد كل الرموز والفضائيات واستخدام كافة الأساليب المشروعه وغير المشروعة إلي درجة مهاجمة المساجد لإسكات صوتها وتأثيرها. ليس لديهم محذورات أو ثوابت أو رموز لابد ان يشوه الجميع ليصبح الكل سواء ليس هناك فرق بين رجل دين ورجل سياسة ليسهل توصيل الرسائل الاعلامية إلي عقول المواطنين وإحداث الخلط المتعمد لمواد الدستور. وعدم طرحه في نقاش مجتمعي موضوعي للوقوف علي حقيقته. و طبعوا ملايين النسخ المزورة. ورصدوا الملايين لهذه المهمة. ولكن في النهاية فشل ذريع لأن ملايين المؤيدين لمرشحي الرئاسة الخاسرين تحولوا ناحية المعسكر الآخر وزاد نسبة المؤيدين لهم لأنه كما ذكرنا لم يكن استفتاء حقيقيا ولكنه صراع بين التيارين.