** لم يحصل الموسيقار الراحل عمار الشريعي علي حقه من التكريم اللائق به حتي بعد رحيله.. والسبب قد يكون في الظروف غير الطبيعية التي نعيشها حاليا.. أو عدم التقدير المناسب لفن وإبداع موسيقار في حجم وقامة عمار الشريعي.. أو ربما هناك سبب اخر لانعلمه في عدم منح الرجل حقه في الكتابة عن ابداعاته ومآثره وما قدمه لبلده علي مدي أكثر من 40 عاما من العطاء تفرغ فيها عمار الشريعي للتلحين وادخال اوتار شرقية علي الالات الغربية والتوزيع الموسيقي لاعمال الكبار والخالدين والتحليل القيم لابداعات دخلت قلوبنا وعقولنا بالصوت والصورة أيضا!.لقد عرفت الشريعي كمستمع من خلال اذاعة البرنامج العام "الشبكة الرئيسية" من خلال برنامجه الرائع "غواص في بحر النغم".. وقد أرسلت له رسالة في مطلع التسعينيات انتقده بشدة لانه لم يقل في تتر البرنامج ان فكرته مأخوذة عن برنامج الموسيقي العالم الدكتور يوسف شوقي "مالا يطلبه المستمعون" الذي كان يقدمه عبر اذاعة صوت العرب في السبعينيات من القرن الماضي وكان افق عمار الشريعي واسعا وكبيرا عكس ما تخيلت.. لانني ظننت انه سيلقي برسالتي في سلة المهملات لانها تفتقر لابسط مقومات الحديث الهادف والحوار البناء.. فلا يصح ان تهاجم إنسانا لاتعرفه حتي ولو كنت صاحب حق.. فإذا بالرجل يخصص حلقة من برنامجه للرد علي رسالتي وما بها من نقاط مختلفة ويشرح ان فكرة برنامجه ربما في شكلها العام هي هي من برنامج د. يوسف شوقي "مالا يطلبه المستمعون" ولكن الحقيقة ان برنامج "غواص" وبرنامج د. يوسف شوقي "مالا يطلبه المستمعون" مأخوذان من برنامج الموسيقي النابه القديم حسين فوزي الذي كان يقدم علي موجة البرنامج الاوروبي برنامجا باسم شرح وتحليل" للاغاني الاجنبية.. فلو شئنا الدقة علينا ان نقول ان البرنامجين يتشابهان مع برنامجه ولكن هناك اختلافات بين البرامج الثلاثة.. فبرنامج عمار اعمق وافضل لانه يقدم كل الاغاني وليس النادرة منها فقط كما انه يتأمل في الموسيقي والكلمات واداء المطرب او المطربة.. عكس برنامج د. يوسف شوقي الذي كان يركز علي النادر من الاغاني فقط ويتأمل في كلماتها.. اما برنامج حسين فوزي فهو خاص بالاعمال الاجنبية فقط! والخلاصة ان عمار الشريعي كان فنانا وانسانا غير عادي نجح في دخول قلوبنا جميعا رغم انه لم يجد حظه في النجومية وهو علي قيد الحياة.. أو وهو بين ايادي المولي عز وجل!