الموسيقار الكبير عمار الشريعي كان له احتكاك ببعض الأكاديميين الذين اتفقوا معنا في نظرتنا العلمية للشريعي.. منهم د. زين نصار استاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون الذي سجل مع الشريعي عدة ساعات أثناء إعداده لمؤلفاته عن الموسيقيين المعاصرين. يقول: عمار نموذج للموهبة التي أصقلها العلم والتجربة فهو درس البيانو سن 6 سنوات في مدرسة المكفوفين ثم تعلم بنفسه الأكورديون ليعمل في الفرق الموسيقية وحصل علي علوم التأليف والنظريات بالمراسلة ثم أصر ان يتعلم العزف علي الة العود ليتمكن من دراسة المقامات الشرقية ويضيف معجزته الكبري التي رواها لي أنه اعتكف الجميع وظل حبيس غرفته وانقطع عن العالم الخارجي ليدرس ويفهم ويتعلم بكل دقة علي الأجهزة الموسيقية الالكترونية. ويري د. زين أنه بموهبته وأذنه الحساسة استطاع ان يستثمر هذا في توزيع موسيقي وتلوين أوركسترالي بديع ويضيف: ان عمار ساهم في وضع سلم الموسيقي الشرقية علي آلة الأورج بالتعاون مع شركة ياماها اليابانية في وضع ثلاثة أرباع التون بالآلات الالكترونية وشارك مع شركة إميولتور الأمريكية في انتاج عينات من الآلات التقليدية والشعبية المصرية والعربية كما شارك مؤسسة دانسنج دوتس الأمريكية في إنتاج برامج لكتابة النوتة الموسيقية بطريقة برايل للمكفوفين. أشار د. نصار: بالرغم من ان هناك حوالي 10 أطروحات علمية عن الشريعي شاركت شخصياً في بعض لجان المناقشة لكن أري ان موسيقي عمار مازالت تحتاج لكثير من الدراسة والتحليل. ويلتقط خيط الحديث د. فوزي الشامي العميد السابق للكونسرفتوار ويقول: الشريعي يقدم اللحن بتصور موسيقي كامل "لحن وتوزيع" كما أنه من القلائل الذين لديهم غزارة في الألحان كما ان إبداعه ثري في كل أنواع الموسيقي للمسلسلات وللأفلام وللمناسبات الوطنية وللأطفال وغيره ولهذا مازال ابداع عمار الشريعي يحتاج للكثير من البحث والدراسة. يضيف د. الشامي: عمار كان له حس تربوي وأذكر إنني استأذنته في عزف مقطوعة من مقطوعاته لمجموعة النفخ بالكونسرفتوار وفوجئت به يرسل لي المقطوعة بعد صياغتها لآلات النفخ تشجيعاً منه للفريق ولطلبة المعهد.