بمناسبة المادة 69 من مشروع الدستور التي تنص علي أن ممارسة الرياضة حق للجميع وعلي مؤسسات الدولة ان تعمل علي تشجيع الممارسة.. هناك قصة طويلة أحاول ان اوجزها في الآتي: بداية مصر هي صاحبة فكرة إنشاء الاتحاد الافريقي لكرة القدم - الكاف مثل أوروبا وأمريكا الجنوبية.. كان ذلك عام 1956 صاحب الفكرة علي وجه التحديد المرحوم عبدالعزيز عبدالله سالم وزير الزراعة في ذلك الوقت وأيضا رئيس اتحاد الكرة.. وعلي فكرة هو حما الكاتب سلماوي محمد رئيس اتحاد الكتاب.. ويجيد الانجليزية كأحد ابنائها لأن تعليمه كان في انجلترا.. قدم الطلب للفيفا فسخروا منه.. القارة السوداء "افريقيا" المحتلة كلها التي يستوردون منها العبيد تريد اتحادا مستقلا مثل أوروبا!! واذكر في الاجتماع الذي تم نظر الطلب فيه سأل رئيس الفيفا المرحوم عبدالعزيز عبدالله سالم بسخرية واضحة: كم عدد الدول التي تمارس لعبة الكرة عندكم في القارة؟ وضحك الحاضرون!! هنا وقف المرحوم سالم بقامته الطويلة وفوقها الطربوش الأحمر القديم وقال بصوت عال محتجا: - سيدي الرئيس.. عدد الدول الافريقية الكروية الآن ثلاث دول وغدا ستكون ثلاثين وإذا كنتم لا ترون ان كل أعضاء الفيفا سواسية لهم كرامتهم وكبرياؤهم.. فباسم مصر أعلن انسحابي من الفيفا وبدأ يلم أوراقه ويخرج ففي نفس الوقت عبدالحليم محمد رئيس اتحاد الكرة السوداني بدأ يخرج معه معلنا بصوت عال انسحاب السودان أيضا.. هنا هرول سكرتير عام الفيفا خلفهما طالبا عودتهما متعهدا بالموافقة علي الطلب بمجرد عودتهما وقد كان. انشأنا الاتحاد الافريقي "الكاف" علي أرضنا وبرجالنا وبأموالنا والآن بعد أن كثر المال في ايديهم واصبح عدد الدول الافريقية الكروية 55 دولة بدأوا يتنكرون لنا.. وأصبحنا غرباء في بيوتنا التي بنيناها!! معلهش.. ما علينا. - لماذا أروي هذه القصة؟ - أقول لك.. في رابع بطولة أمم افريقية عام 1963 قررنا اقامتها في اكرا عاصمة غانا لتشجيع الدول حديثة العهد بلعبة اسمها "الكرة"!! كما نظن انها نزهة.. فريقنا يضم "وحوشا" صالح سليم ورفعت الفناجيلي وطه اسماعيل والشاذلي ومصطفي رياض والضظوي ومحمود بكر وعبدالجليل حميدة وعادل هيكل.. وحوش!! فإذا بنا نخسر كأس افريقيا "عن جدارة واستحقاق"!! غانا ونيجيريا مرمطوا بنا الأرض! كانت مفاجأة أكثر من مذهلة.. قررنا في اتحاد الكرة محاولة معرفة سر انطلاق عملاقين من القمم فجأة وكأننا نشاهد فيلما لإسماعيل يس!! قررنا سفر الدكتور خطاب طبيب اتحاد الكرة إلي هناك غانا ونيجيريا لدراسة الموقف باعتباره طبيبا يعرف سر القوة البدنية وبصفته لاعبا قديما مارس اللعبة سنوات. عاد الدكتور خطاب ليقول لنا ببساطة شديدة ان هذه الدول كانت محتلة من دول تعشق الكرة.. وأحب الاطفال الصغار هذه اللعبة.. لذا تجد ملاعب خضراء لا حصر لها بلا مدرجات ولا أبواب ولا أسوار.. ملاعب في الهواء الطلق مليئة بأطفال يلعبون طوال اليوم.. كان السماسرة الأوروبيون يخطفون اللاعبين الصغار المبشرين بجنة الكرة الأوروبية ادركت هذه الدول هذه السرقة العلني فبدأت تحجز الاكفاء فأصبحوا قوة لا يستهان بها. نفس فكرة خروشوف التي نصح بها عبدالناصر وبدأناها.. فلماذا لم نكمل المشوار.. إلي الغد بإذن لله تعالي.