بعيدا عن الجدل السياسي الدائر لتحقيق مصالح شخصية للمتناحرين.. وبعيدا عن النخبة اللي "ابتلينا" بيهم والمليونيات ووجع الدماغ.. وبعيدا عن تعثر أبناء مصر في أمورهم الحياتية.. جاءت دعوة جامعة الدول العربية ووزارة الخارجية والدكتور عبدالحميد أباظة.. مساعد أول وزير الصحة ورئيس اللجنة الفنية لزراعة الأعضاء لحضور فعاليات الاتفاقية العربية الموحدة لزراعة الأعضاء لتؤكد ان نظرة العالم لمصر اختلفت بعد وضعها القانون 5 لسنة 2012 والذي أدخل مصر ضمن الدول ذات السمعة الرفيعة في مجال زراعة الأعضاء بكوادرها الفنية والسياسية والقانونية. ان دعوة مصر لحضور هذه الاجتماعات برئاسة السفيرة نائلة جبر والمستشار احمد ابوالعينين للجانب القانوني وحضور خبير في حجم عبدالحميد أباظة أثري بالفعل المناقشات الخاصة بالاتفاقية التي تهدف إلي توحيد الجهود العربية في مجال علي جانب كبير من الأهمية وهو زراعة الأعضاء خاصة ان دولا عربية عديدة أصبح لها باع طويل وتاريخ مشرف ومحترم في هذا المجال.. وأبدت مصر مجموعة من الآراء الرشيدة التي ستساهم وبلاشك في وضع قوانين فاعلة للاتفاقية العربية لزراعة الأعضاء وستكون ركيزة أساسية سواء من الناحية الطبية أو القانونية وتؤكد التعاون المطلق بين الدول العربية وشحذ الهمم وتوحيد الجهود والاستفادة من الخبرات التراكمية لصالح المريض العربي. قطعت مصر شوطا طويلا في زراعة الأعضاء خاصة الكبد والتي بدأت منذ فترة في بعض المستشفيات الخاصة وأجريت أول زراعة كبد في مستشفي حكومي وهي مستشفي الساحل التعليمي في عهد د. حاتم الجبلي وزير الصحة الأسبق.. ولكن للأمانة كان التجهيز لذلك منذ أن كان د. اسماعيل سلام وزيرا للصحة ود. عبدالحميد أباظة أمينا عاما لهيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية والمرحوم د. أحمد نور الدين مديرا للمستشفي.. وتوالت النجاحات سواء في المستشفيات التعليمية أو التابعة للتأمين الصحي حيث تم خلال الأيام الماضية الانتهاء من الجراحة الثالثة لزرع كبد بمستشفي المقطم. واستعانت بعض الدول العربية بالأطباء المصريين لإنشاء قاعدة انطلقت منها زراعة الأعضاء في هذه الدول واستطاعت أن تتحول من دول وليدة في هذا المجال إلي دول منافسة.. لذلك أتمني أن تثمر هذه الاجتماعات عن تلاقي الرؤي والأهداف وأن تكون مصلحة المريض العربي هي معيار بنود هذه الاتفاقية في إطار من التكامل والتناغم.. بعيداً عن المنازعات والأنانية والمنافسة.