إضراب عام في تونس غدا.. ومخاوف من "خميس أسود" جديد

يسابق الساسة والشخصيات الوطنية في تونس عقارب الساعة من أجل التوصل إلي مصالحة بين حركة النهضة الإسلامية أكبر حزب في البلاد. والتي تقود الائتلاف الحاكم. وبين الاتحاد العام التونسي للشغل تلك المنظمة النقابية العريقة في تونس قبل حلول موعد الإضراب العام المزمع غدا الخميس..
ومع أن هذا التوتر ليس الأول من نوعه إلا أنه يخشي هذه المرة من أن يفضي الأمر إلي عواقب وخيمة ليس علي الوضع الاقتصادي الهش في البلاد فحسب وإنما أيضا علي الاستقرار الاجتماعي وعملية الانتقال الديمقراطي المتعثرة أصلا في تونس..
ويتمتع الاتحاد العام التونسي للشغل. أكبر منظمة نقابية في البلاد. بسجل نضالي ناصع في منتصف القرن الماضي أي منذ تأسيسه عام 1946 كما يتمتع بنفوذ سياسي واسع..
ولعب الاتحاد دورا محوريا في مقاومة الاستعمار الفرنسي إلي حين استقلال تونس عام 1956 وخاض مواجهات دامية مع نظام الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة.. كما وجه الاتحاد الضربة القاضية لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في آخر مظاهرة أمام مقر وزارة الداخلية يوم 14 يناير 2011 قبل إعلان سقوط النظام وفرار الرئيس خارج البلاد..
ومع ذلك. فإن عددا من قيادات الاتحاد تلاحقه شبهات بالفساد في ظل النظام السابق كما يأخذ عليه حقوقيون ومعارضون مهادنة نظام القمع والديكتاتورية خلال سنوات الجمر وإحجامه حتي عن الإضرابات العامة طيلة 23 عاما من حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي..
ومنذ صعود الإسلاميين إلي الحكم بعد الثورة تتسم علاقة الاتحاد بالحكومة المؤقتة. التي تقودها حركة النهضة مع حزبي المؤتمر والتكتل العلمانيين بالتوتر. ولي الذراع في كثير من المسائل الخلافية..