فرضت "سخونة" الأحداث نفسها علي سائر خطباء الجمعة في عموم مصر.. ولم يستطع الخطباء كبح جماح حماسهم.. والاستجابة لما طلبه وزير الأوقاف بالبعد عن السياسة. طالب الخطباء بتجنب الفتن والتحذير من مؤامرات الخارج داعين إلي وحدة الصف.. ودعم الحوار وأن يتلاقي كل الأطراف عند الأرضية المشتركة. دعا الدكتور زكريا مرزوق إمام الجامع الأزهر إلي نبذ الخلاف والفرقة واعتبر هذا ممكنا ويسيرا رغم الظروف القلقة التي يمر بها المجتمع. كما قدم لأسر الشهداء كلمة عزاء ودعوة لهم بالصبر وللشهداء بالجنة وكان معظم جثامين الشهداء تنتظر للصلاة عليها بعد الجمعة. وفي مسجد الإمام الشافعي قال الشيخ محمد طاهر إن الناس لا يمكن أن يتفقوا علي رجل واحد ورأي واحد فهذا ما أراد الله للناس فكل إنسان له من يقدح فيه وله من يمدح لذا فعلي الجميع أن يركزوا علي نقاط الاتفاق وأن يقبل بعضهم بعضا في حالة الاختلاف محذرا من الاستجابة لمؤامرات أعداء الخارج. حرمة الدماء والأموال أما الشيخ إيهاب مطر إمام مسجد الخازندار فقد أكد علي حرمة الدماء والأموال في الإسلام مؤكدا أن هدم الكعبة أهون علي الله من إراقة دم مسلم كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من أمن رجل علي دمة فقتله فأنا بريء من القاتل ولو كان المقتول كافرا". وأن كل ذنب عسي الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو قتل مؤمنا. وطالب الشيخ إيهاب الإعلام بأن يتحري الحقيقة لأن التخلي عن المهنية قد يؤدي إلي مشكلات كثيرة مشيرا إلي أهمية الحوار الذي يحفظ كرامة الجميع. المجتمع المسلم وفي مسجد جامعة مصر تحدث الشيخ أحمد هليل المستشار الإعلامي للأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية عن أسس بناء المجتمع المسلم وقال إن هناك مسجدا أسس علي التقوي ومسجد ضرارا أما المسجد الذي أسس علي التقوي فهو الذي يدعو إلي الخير والتقارب والتحاب والتواد ويسعي لتعليم الناس وفض النزاع والآخر مسجد ضرار فهو المسجد الذي يفرق ويدمر. رجل الدولة أما الدكتور أشرف مكاوي خطيب مسجد عمرو بن العاص فقد أكد الجمهور أن رجل الدعوة يختلف عن رجل الدولة فرجل الدعوة يعمل من أجل منهاج الدعوة لقوله تعالي: "ادعو إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". أما رجل الدولة فهو يعمل بحزم وحسم من أجل نشر الأمن والأمان والحفاظ علي مصالح الناس. كما انتقد نزول الإخوان إلي محيط قصر الاتحادية لأن أمن الرئيس مسئولية الحرس الجمهوري ووزير الداخلية ورجال الشرطة وليس أعضاء حزب معين ووجه دعوة إلي السيد عمرو موسي ود.محمد البرادعي وحمدين صباحي وغيرهم بأن يتقوا الله في هذه الأزمة وقال: أنا حزين لما قاله إبراهيم عيسي من تحريض علي القتل في برنامجه أمس الأول حينما قال لمن أحرقوا مقار حزب الحرية والعدالة اتركوا المقار واذهبوا إلي أعضاء الحرية والعدالة ومعي عناوينهم. وأكد أن الرسول صلي الله عليه وسلم قد حذر المسلم من قتل أخيه المسلم بكلمة بل بنصف كلمة لأن المحرض يكون في النار فعلينا أن نطفيء النار التي اشتعلت في الفترة الأخيرة وعلينا أن نتقي الله في مصر وشعبها. الحوار الهادف أكد الدكتور محمد حرز الله إمام مسجد الحسين أنه لابد من الحوار الهادف البناء من منطلق الرأي والرأي الآخر ولابد أن تكون النية خالصة لوجه الله حتي نصل إلي رأي يرضي الجميع بما لا يغضب الله وبهدوء كما نرفض السباب من جميع القوي والإساءة لأي رمز من رموز الوطن لأن الإسلام الحنيف نهانا عن ذلك. وقال: إن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يبعث لعانا ولا سبابا ولا شتاما.. ولا يجوز لأحد أن يكفر مسلما مهما اختلفت أهواؤه وآراؤه الدينية والسياسية إلا إذا أنكر معلوما من الدين بالضرورة كما لا يجوز إلقاء التهم جزافا علي الناس وعلينا أن نعتصم بحبل الله جميعا فمصر تحملتنا كثيرا فآن الأوان أن نرد جزء من هذا الجميل بأن نعبر بمصر إلي بر الأمان. وفي مسجد النور تحدث الدكتور محمود شعبان عن خطر الثقافة في أزمة من شأنها أن تعصف بالبلاد إذا لم تخلص أبناء الوطن نياتهم مؤكدا أن بعض الشخصيات تحرص علي الكذب وترويج شائعات من أجل مصالحهم الشخصية. هدية إسلامية أضاف أن مصر لم تبتعد عن هويتها الإسلامية مهما تآمروا عليها ولابد أن تسير الدولة علي الطريق الصحيح بعيدا عن المصالح الشخصية. أما الشيخ حافظ سلامة فقد أكد بعد الصلاة بمسجد النور أن الأزمة تتعلق بصراع علي المصالح وليس علي مصلحة الوطن محذرا من سقوط الاقتصاد الذي لا يصلح معه أي شيء إذا انهار الاقتصاد. وفي السبيل بالجيزة حذر الشيخ هشام إسلام من المؤامرات التي تحاصر مصر ويشارك فيها بعض أبنائها منبها علي حرمة الدماء. الاقتتال والدماء وقال إن التظاهر السلمي لا أحد يجرمه والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية أما الاقتتال والدماء فهو ما لا يقبل مصري ولا يقره دين وفي مسجد الشهداء بالزاوية الحمراء تحدث الدكتور شهاب الدين أحمد عن الفتن وخطورتها داعيا الناس أن يتجنبوها كما تجنبها سيدنا سعد بن أبي وقاص أثناء الفتنة الكبري. وفي مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر قال الشيخ بسوني عبدالعزيز إن الفتنة قد تأتي من نظرة أو قول أو فعل وهذا كله حرمه الإسلام مشيرا إلي أن البلاد إذا لم ينقذها أصحابها ستقع في حرب أهلية.