اهتمت الصحف الغربية والعربية بخطاب الرئيس محمد مرسي الذي دعا فيه القوي السياسية لاجراء حوار وطني اليوم إضافة إلي مجمل الأضاع السياسية التي تمر بها مصر في هذه الفترة. كتبت صحيفة لو فيجارو الفرنسية أن الدول الغربية وبلدان الجوار تخشي من أن تتسبب المظاهرات التي تجوب القاهرة في حالة من عدم الاستقرار من شأنها أن تقوض التوازنات الإقليمية. فتحت عنوان "الوضع في مصر يحيي مخاوف الغرب" أشارت الصحيفة في تحليلها للأوضاع الجارية في مصر إلي أن المجتمع الدولي بأسره تابع عن كثب الاشتباكات التي وقعت بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي في مصر ويشعر بالقلق إزاء عدم الاستقرار في هذا البلد الذي يقوم بدور مركزي في الشرق الأوسط واستشهدت لوفيجارو بما دعت إليه كل من واشنطن ولندن وباريس. وعواصم أخري من ضرورة ضبط النفس والحوار بين كافة الأطراف في مصر. أكد المحللون وبحسب الصحيفة انه إذا سارت الأمور علي مايرام حتي الموعد النهائي المقرر للتصويت علي مشروع الدستور في منتصف ديسمبر الجاري وإذا تمت الموافقة علي مسودة الدستور فإن الرئيس مرسي سيقول في هذه الحالة انه سلك الطريق الصحيح للاختيار واعتبر المحللون الغربيون أن هذا الرهان*الخطير*لا يزال قادرا علي توسيع رقعة العنف علي ضوء ما شهدته القاهرة خلال الأيام الماضية من مواجهات أدت إلي مقتل عدد من الأشخاص. في ألمانيا انتقد عدد من الصحف الاوضاع السياسية في مصر واشار موقع *دويتش فيلا* الالكتروني الي انه في أول رد فعل علي خطاب الرئيس محمد مرسي هتف متظاهرون عند قصر الرئاسة ضده. وقالت صحيفة *سودكورير* ان الاحتجاجات كشفت عن إخفاق الاسلاميين في جر البلاد إلي صفهم والشيء نفسه يسري علي العلمانيين. فيما بات الغرب في حيرة من أمره. وأشارت صحيفة *تاغستسايتونج* إلي *إخفاق* مرسي في تهدئة الشعب المصري وقالت انه لا توجد ثورة مضادة. وإنما عاد إحساس عدم الثقة العميق لدي المصريين تجاه الطبقة الحاكمة إلي الواجهة. وان الرئيس أضاع فرصة لتهدئة الشعب عبر تقديم دستور يكون فيه مبدأ الحرية راسخا. وهو ما لم يكن موجودا من قبل. علقت شبكة ¢إيه بي سي نيوز¢ الاخبارية الأمريكية علي خطاب الرئيس مرسي. قائلة إن الرئيس المصري لم يقدم في خطابه أي حلول للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد في الوقت الراهن. وأبرزت الشبكة الأمريكية رفض مرسي لإلغاء الإعلان الدستوري الذي أصدره في الثاني والعشرين من الشهر الماضي. والذي تسبب في أكبر أزمة سياسية للبلاد منذ إسقاط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقالت الشبكة إن موقف مرسي الحالي يحول دون التوصل إلي أي تسوية لإنهاء الأزمة مشيرة في الوقت ذاته إلي إعراب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ترحيبه بدعوة مرسي جبهات المعارضة في مصر إلي حوار سياسي دون شروط مسبقة داعيا المعارضة إلي الانضمام إلي هذا الحوار من أجل التوصل إلي تسوية لإنهاء الأزمة. تناولت الصحف البريطانية أيضا الازمة السياسية والاحتجاجات في مصر حيث كتب جاك شنكار مراسل صحيفة الجارديان في القاهرة تقريرا بعنوان ¢الحكام الجدد يجدون أن المصريين لم يعودوا يقبلون بالقواعد القديمة¢. يقول شنكار ان المعارضة التي تجددت قواها ترفض الخضوع للانفراد بالسلطة وهو الاسلوب الذي ظل متبعا في الحكم حتي سقوط نظام مبارك. أضاف ان الغالبية العظمي من المصريين علي مر العصور نشأوا علي أن وجودهم غير مرغوب فيه وغير ذي جدوي بالقرب من اروقة السلطة حيث تتخذ القرارات التي تسير حياتهم وأن مصر كانت دولة تنظر فيها النخبة الحاكمة الي الشعب علي انه كتلة يجب اخضاعها بمزيج من الترغيب والترهيب. ويقول الكاتب ان النخبة الاسلامية الحاكمة ليست راغبة أو قادرة علي تطبيق العدالة الثورية ولن تفتح آلايات السلطة للشعب وهذا يعني انه بالنسبة للكثيرين. ومن بينهم الملايين الذين صوتوا لمرسي يروا أن وعوده وآمال الثورة لم تتحقق. وهذا يعني ان الثورة مستمرة. إرجاء الاستفتاء تناولت صحيفة الفاينانشال تايمز تقريرا بعنوان ¢العنف يزيد من متاعب مرسي*يقول إن الضغوط تزايدت علي الرئيس محمد مرسي لتقديم بعض التنازلات لتخفيف الازمة السياسية بعد ان أدت ليلة من العنف بين مؤيديه ومعارضيه الي مقتل خمسة أشخاص. أشار التقرير إلي أن الاعتراض علي السلطات الجديدة التي تولاها مرسي وعلي تعامله مع الاحتجاجات والعنف تسبب في موجة من الاستقالات بين مستشاري الرئاسة كما تضررت صورة الاخوان المسلمين ولكن الجميع ارتكبوا اخطاء وأوضح أنه ما زال هناك مخرج من الازمة وما زال هناك فرصة وهذه الفرصة لتجنب المزيد من العنف يمكن الحصول عليها بإرجاء الاستفتاء. تركيا أو باكستان وفي الهند تناولت صحيفة ¢ تايمز أوف انديا ¢ في مقالها الافتتاحي الأحداث الأخيرة في مصر تحت عنوان ¢ تركيا أو باكستان ¢ وقالت ان مصر تجد نفسها مرة أخري في مرحلة الغليان وذلك بعد مرور اكثر من عام من المظاهرات الداعية للديمقراطية التي أطاحت بحسني مبارك. أضافت الصحيفة أن مصر التي تقف في مفترق الطرق اليوم تعد أهم دولة عربية بالإضافة إلي كونها صوتا للشارع العربي ولذا لابد لها أن تقود الطريق لإقامة دولة عربية حديثة وشاملة وهذا فقط الترياق الحقيقي لتجاوزات نظام مبارك وأوضحت أنه ينبغي علي الرئيس مرسي التواصل مع جميع الأطياف السياسية ودعم مناخ المصالحة والشراكة لصياغة دستور مصر الجديد مؤكدة أن هذه العملية تتطلب مشاورات كثيرة ولابد أن يشارك فيها جميع الشركاء في المجتمع المصري . وحذرت الصحيفة من أن الفشل في هذا سينتج عنه تعرض مصر لانقسامات خطيرة وعدم الاستقرار والتحرك نحو نموذج باكستان وقالت ان تداعيات هذا ستكون كارثية علي مصر وعليها بدلا من ذلك أن تحاكي تركيا في نموذجها من الحكم الرشيد الذي يمتاز بالعلمانية والشمولية التي ظهرت علي أنها الدينامو الاقتصادي فهذا هو الطريق للاستقرار والرخاء لشعبها وللشرق الأوسط علي نطاق أوسع. الصحف العربية الصحف السعودية رحبت في افتتاحيتها بدعوة الرئيس محمد مرسي كافة القوي السياسية للحوار من أجل عودة الهدوء والاستقرار والحفاظ علي مكاسب الثورة. من جانبها أشادت صحيفة عكاظ السعودية بجهود الرئيس محمد مرسي لإيقاف حالة الاحتقان المتصاعد في الشارع المصري. وذلك بتراجعه عن بعض بنود الإعلان الدستوري التي أثارت حفيظة القوي السياسية المختلفة فلجأت إلي التظاهر السلمي. ونجحت في الحصول علي استجابته لملاحظاتها. ودعوته إلي الحوار اليوم أملا في تحقيق التوافق المطلوب تجاه صيغة معدلة تكفل حقوق جميع المصريين في العدالة والتعبير ولا تعرض البلاد لحكم شمولي أو لأي صورة من صور الاستبداد تحت أي مبرر كان. وأوضحت أن هذه الدعوة المخلصة إلي الحوار تمثل شجاعة محمودة وتجنب البلاد مغبة أخطار حقيقية ما كان يجب السماح بحصولها. ورأت صحيفة المدينة أن ما يحدث في مصر الآن يدعو إلي القلق والتخوف بدرجة أكبر مما كان يحدث عند بداية الثورة المصرية التي اندلعت في يناير 2011 وأشارت إلي أن مصر في حاجة اليوم إلي التحلي بحكمتها واللجوء إلي لغة الحوار والحلول الوسط لوأد الفتنة قبل استفحالها. وأوضحت أن المشهد الدموي الذي تضمن اشتباكات بين مناصرين للرئيس مرسي ومناوئين له يحتاج من كافة أبناء الشعب المصري العودة إلي رفع شعار ¢سلمية.. سلمية¢ والنأي عن ركوب موجة العنف والتهور والقيام بسلوكيات غير محسوبة وغير مسئولة. ولفتت إلي أن ما يجري في ¢المحروسة¢ من أحداث مؤسفة في الوقت الراهن لا يقتصر فقط علي المخاوف من إمكانية اشتعال فتنة متعددة الأوجه. وإنما من شأنه أيضا أن يخرج عملية الانتقال الديمقراطي عن مسارها الصحيح بشكل خطير. في جنيف رحبت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان بالأمم المتحدة بدعوة الرئيس لكافة القوي السياسية للحوار الشامل .بينما انتقدت كلمة الرئيس واصفة إياها بانها لم تحمل تقدما كبيرا علي مستوي القضايا الجوهرية المتعلقة بالدستور . وقالت نافي بيلاي ان العجلة التي اعتمدت بها الجمعية التأسيسية للدستور النص النهائي والظروف المحيطة بها جعلت هناك تشكيكا في مصداقية عملية صياغة الدستور مشيرة إلي أهمية اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الثقة في هذه العملية.