يظن بعض القوي الكارهة لوجود التيار الإسلامي علي الخريطة السياسية انه يمكن ازاحتهم من المعادلة نهائيا. ولا مانع من استخدام كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة والتحالف مع رموز النظام البائد والفلول. فلا مانع من وجود البرادعي مع عكاشة. أو حمدين مع اسبيدر أو الزند وتهاني الجبالي وأبو حامد وبكري مع رموز محسوبين علي الثورة. فالهدف واحد. والرغبة متوحشة في الخلاص من الاسلاميين. تحريض الجيش. الاستقواء بالخارج. تهييج الجماهير. تضليل الرأي العام. استخدام رجال أعمال الحزب الوطني في تأجير بلطجية. وتهيئة الأجواء لظروف مشابهة لثورة يناير بكل معطياتها واستخدام الإعلام في إحداث حالة من الكراهية للإخوان المسلمين لقيام ثورة ممسوخة مشوهة يقودها الفلول والقتلة. لا مانع عندهم من تدنيس ميدان التحرير الذي سالت فيه دماء زكية طاهرة للشباب بنزول من شاركوا في قتلهم من أجل تحقيق هذا الهدف. لا مانع من إفساد الثورة طالما انها اتت بالإخوان. لكنهم تناسوا ان للدم ثمنا وان لعنة هذه الدماء هي من أقالت النائب العام وهي من ستطهر القضاء وكل مسئول أتي بعد الثورة غير مؤمن بأهدافها سرعان ما تلفظه. هذا ما يجب ان نتيقن منه. ما فعله الإعلام بعد الإعلان الدستوري للرئيس هو اشعال الغضب والدعوة لثورة جديدة للتخلص من الديكتاتور مرسي الذي تم تقطيعه في كل قناة وجريدة واتهامه بكل التهم حتي الخيانة. وقالوا عنه انه المحصن وأقوي من الفرعون وأشد من مبارك. بالطبع كلام غير منطقي ورد فعل فيه من سوء نية ومعارضة غبية فاشلة لابعد ما يكون. ما فعله القضاء هو محاولة تعطيل أهداف الثورة وتشويه حكم مرسي. واظهاره علي انه ضعيف. وظهر التربص واضحاً في أداء السلطة القضائية وهم بأنفسهم اعترفوا ان لديهم فسادا مثل باقي مؤسسات الدولة التي أصابها التلوث في عصر مبارك. وبالطبع ليس القضاء كله هكذا فهناك الكثير من الشرفاء والوطنيين والمحترمين. أما المعارضة جاهزة لتقطيع الرئيس علي طول الخط إذا فعل ما أرادوه انتقدوه وإذا لم يفعل قالوا لقد خان الثورة. وإذا حقق بعض أهدافها كما قال د. علاء الأسواني لم يتقبلوا. هم فقط يريدون تجميده حتي يقولوا ان الإسلام السياسي فشل ولا يستحق ان يبقي في السلطة. وهم بذلك لا يتصورون أنهم أضاعوا علي مصر فرصة غير مسبوقة لأداء دور فعال والاستعداد لتبادل السلطة. انهم يستخدمون طرقاً رخيصة وأساليب دنيئة لتحقيق هدفهم دون تعب أو عناء أو تقديم عمل حقيقي وإنجاز للشعب. اكتفوا فقط بتشويه الآخر. وحسنا فعل مرسي بإصدارالقرارات الثورية التي جاءت متأخرة. ومعظم الشعب يؤيد ذلك ويريد المزيد. وندعو الرئيس ألا يلتفت إلي الظاهرة الصوتية التي تسمي نفسها معارضة زوراً وبهتاناً ويستمع إلي صوت العقلاء والحكماء وان يفتح كل ملفات الفساد وملفات الإعلاميين ورجال الأعمال وان ترد الحقوق إلي أهلها وان تعود ثروات مصر الي ابنائها. فحتي الآن لم نشعر بالثورة. وما زال الفاسدون يمارسون سحرهم وطقوسهم بلا خوف. وموقف البرادعي جاء مخيبا للآمال فهذا الرجل كنت أتمناه في منصب رفيع للدولة ووقفت في ميدان التحرير أطالب به. الآن تراجع من نظري كثيراً فبعد الحوار مع صحيفة شبيجيل الألمانية التي قال فيها ان اللجنة التأسيسية فيها من ينكر الهولوكوست محاولا مغازلة اليهود والغرب وداعيا إلي إلغاء المساعدات الأمريكية لدرجة ان المحاور قال له انت دبلوماسي ومتزن لماذا هذه الدرامية في ردة فعلك. وحواره في المصري اليوم الذي يشجع فيه الجيش علي التدخل يدعو للخزي والاسف علي الرموز التي تتساقط كل يوم.