مائة سبب تجعلنا نفرح من أعماق قلوبنا بانجاز الأهلي العظيم الذي شرفنا وهزم الترجي في عقر داره وأصبح هو عقدة الأندية التونسية علي أرضها. لعب الأهلي مباراة عمره ولم يذهب نادي الترجي الي استاد رادس.. ذهب اللاعبون الي باب سويقه وتركوا الأهلي يصول ويجول ويبدع ويسجل ويضيع وحتي ضربة الجزاء يهدرها محمد أبوتريكة علي غير عادته. هذا الفوز الذي حقق للأهلي أشياء كثيرة رفع المعنويات وأدخل البهجة والفرحة الي قلوبنا وجعل عودة الدوري أمرا حتميا لا تفكير فيه ولا تراجع عنه ويجب أن يصدر القرار اليوم مع تهنئة رئيس الجمهورية للأهلي ولاعبيه وجماهيره وادارته. وما أحلي أن يكون الانتصار والبطولة مصرية مائة في المائة.. لا جوزيه ولا فلافيو ولا جيلبرتو.. أثبت ابن مصر والأهلي الجميل حسام البدري الذي اطلقت عليه الجزار "ولزق" فيه اللقب وصار سعيدا به وبمن يناديه بالجزار.. أثبت البدر ابن البدري ابوخمسين ألف جنيه أنه اكفأ من البرتغالي جوزيه الذي كان يكلف الأهلي هو وفرقة المقاطيع بتوعه حوالي ثلاثة ملايين شهريا.. بدون مباريات ولا دوري حقق البدري ابن مصر اللقب الغالي الذي افتقدناه 4 سنوات ايام الكفتجي. لا أعرف من أختير نجما للمباراة.. هل هو الحكم المغربي.. هل هو محمد نجيب أم وائل جمعة أم حسام غالي أم وليد سليمان أم أحمد شديد قناوي أم جدو.. الفرقة كلها نجوم.. لعبوا أحلي مباراة لهم منذ سنوات ولم يكن للترجي وجود في الملعب وكما قلت في التلكس للاعبي الأهلي "تروحوا وترجعونا بالسلامة وبالكأس" وقد تحققت الدعوة بحمد الله. وقلت لنبيل معلول مدرب الترجي "عندي احساس انك ستعود لتحليل المباريات من جديد علي قناة الجزيرة" أي أنه سينهزم ويترك تدريب الترجي ويعود للجلوس في الاستوديو لتحليل المباريات والابتعاد عن التدريب وهو ما حدث. وصدق الرجل المحترم محمود الخميري سفير تونس بالقاهرة الذي قال لي قبل سفر بعثة الأهلي إنهم سيجدون كل حفاوة وترحاب من شعب تونس وهو ما حدث بالفعل وكان أول المهنئين لهم الرئيس التونسي منصف المرزوقي الذي استقبل بعثة الأهلي صباح أمس في القصر الجمهوري تعبيرا عن المحبة بين الشعبين المصري والتونسي. ما أجمل الفرحة.. ما أحلي الانتصار.. ما أروع العودة من جديد للمشاركة في كأس العالم للأندية مع برشلونة وميسي وتشافي وفابريجاس مع الكبار والعظماء. لو الأمر بيدي لمنحت لاعبي الأهلي وجهازهم الفني أعلي الأوسمة والنياشين والمكافآت فهم يستحقون كل تقدير وتكريم.. حملوا الأمانة وتحملوا المسئولية وكانوا عند حسن الظن بهم.. علي الأقل خففوا من آلامنا وأوجاعنا وأحزاننا علي فلذات أكبادنا.. صغارنا الذين اغتالهم الاهمال في كارثة قطار اسيوط الذي أطاح بأتوبيس الصغار الأبرياء الذين تناثرت اشلاؤهم حتي ان ذويهم المكلومين لم يتعرفوا عليهم في اليوم الحزين المشئوم.. ان القلب يدمي والعين تدمع.. والدموع تحجرت حزنا علي أبنائنا صغارنا.. أطفالنا.. أغلي ما في حياتنا.. اللهم ارحمهم يارب وارحم ذويهم. يا أبناء الأهلي قدموا الكأس هدية لارواح الشهداء والاطفال الصغار.