أزمة وراء أزمة.. ولا تحزن يا قلبي.. من القمح والبنزين والسولار وأنبوبة البوتاجاز.. إلي مشكلة الأرز وتوريده وتصديره.. والبقية تأتي!! هدفنا ليس جلب الهم. ولا البحث عنه.. إنما فقط ضرورة مهنية وأن نعبِّر بها عن هموم شعب طالما انتظر الأرز.. كانت مصر دولة تصدر الأرز بعد فائض من احتياجاتها.. وفجأة لعب الخبثاء والمنتفعون لعبتهم فاختلط القمح مع الأرز.. وأضحي المشهد معتماً.. وراح الفلاح البطل الحقيقي لهذا المشهد ضحية.. زرع الأرز. ولم يستطع تسويقه.. الخبثاء من التجار أضربوا عن شرائه حتي يفرضوا أسعارهم التي لا توازي التكلفة. أو حتي تحقق هامش ربح معقول.. علي الجانب الآخر من المشهد أغلقت المضارب أبوابها أمام المزارعين.. وتخزن المحصول في بيوتهم.. ومن سلم المحصول لم يتقاض الثمن.. الدولة علي لسان الرئيس مرسي حددت سعر التوريد لطن الأرز بواقع 2000 جنيه. لكن المراقبين يرون أن المزارعين لم يستطيعوا تسويقه حتي الآن. والفلاح حائر بين التجار والمضارب!! أما نقيب الفلاحين فيري أن قرار الرئيس مرسي لم يلزم إلا مضارب القطاع العام بهذا السعر. فيما التجار يتحكمون في السوق ويطرحون سعراً أقل من 2000 جنيه.. المزارعون يشكون من ضعف طاقة المضارب التي رغبت في التسليم.. والديون تتراكم عليهم لعدم بيعهم المحصول وتسديد تكلفته. كذلك يشكو المزارعون من عدم توافر شون ومساحات تستوعب عمليات التوريد. مما يضطرهم لبيع محصولهم إلي التجار بأسعار أقل خشية تلف المحصول وعدم وجود أماكن تخزين. وفي السوق المحلي سجل رصدنا لتراجع أسعار كيلو الأرز إلي 350 قرشاً مثلاً في سوق الساحل مع وجود مشكلات تواجه توريد الأرز التمويني في الوجه القبلي بسبب إضراب سيارات النقل. وهذا ما تواجهه السلع التموينية في نفس المشهد.. الحكومة تطرح تأكيدات علي توافر السلع. وتجهز الإعداد لطرح مناقصات للأرز الأبيض قريباً. وفي هذا الصدد يؤكد وزير التموين أبوزيد محمد أن معاناة توفير المقررات التموينية بدأت تتلاشي تدريجياً. مع وجود مخزون استراتيجي لمواجهة الأزمات. ينتهي المشهد المصري علي مستوردي الأرز علي لسان رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية بأن مصر تستهدف تصدير من 400 إلي 500 ألف طن العام الحالي.. موضحاً أن التصدير سيقضي علي مشكلة المخزون من الأرز لدي المزارعين.. أما التفاصيل فهي بين ثنايا الملف التالي: تراجعت أسعار الأرز الأبيض بالأسواق إلي 350 قرشاً للمستهلك لأفضل الأنواع و300 قرش للأنواع الأقل جودة.. سجل سعر الأرز في الجملة 2600 جنيه.. وتوافرت كميات كبيرة منه في سوق الغلال بالساحل. سجل الأرز الشعير 1700 جنيه لأفضل الأنواع بعد امتناع شركات المضارب الحكومية عن شراء كميات أخري بسبب الوفاء بالخطة الموضوعة في حدود 500 ألف طن.. بدأت بعض شركات المضارب توفير شون جديدة بالتعاون مع البنوك وشراء حصص صغيرة تحسباً للبيع في السوق المحلي أو الخارجي.. فماذا يقول الخبراء؟ يقول المحاسب عبدالبديع شحاتة. رئيس شركة مضارب الشرقية إن إجمالي الكميات التي اشترتها شركات المضارب لحساب هيئة السلع التموينية نحو 507 آلاف طن. مقابل خطة مستهدفة 500 ألف طن. قال إنه يلزم لتسويق ما تبقي من أرز لدي الفلاحين أن تتم زيادة الكميات المسموح بتصديرها للخارج لتصريف فائض المخزون بالأسواق. أضاف أن تحصيل 1000 جنيه رسوما بخلاف رسم مزايدة بين 250 إلي 300 جنيه كثير جداً. ويحد من قابلية الأرز المصري علي المنافسة في الخارج. أوضح أن هذه الرسوم المفترض أن تزيد وتقل وفقاً للأسعار العالمية لأن تحصيل 1000 جنيه كان سارياً عندما كان الأرز يصدر بنحو 1000 دولار. أما حالياً فإن سعر تصدير الأرز المصري لا يتجاوز 750 دولاراً. ألمح أنه يأمل أن تشكل وزارة الصناعة والتجارة لجنة لتكلفة التصدير علي أساس علمي.. للخروج من مأزق زيادة المعروض بالأسواق. أضاف أن أسعار الأرز الشعير بالأسواق بدأت تتحسن وبدأنا في شراء كمية محدودة للبيع في السوق المحلي أو التصدير. قال إن السعر يدور الآن حول 1700 جنيه للطن. مشيراً إلي أنه من الممكن أن يتم تعويض أي نقص من حصة التموين من هذه الكميات المشتراة مؤخراً لأن الطن الشعير يستخلص منه 600 كيلو أرز أبيض وليس 650 كيلو. كما جاء في حسبة هيئة السلع التموينية. يؤكد المهندس مصطفي المنسي رئيس مضارب البحيرة أنه يقوم حالياً بتوريد الأرز الأبيض لحساب بطاقات التموين. ولم يشتر أي كميات أخري من السوق.. من الأرز الشعير. قال إنه بعد تراجع مخزون الأرز الشعير ممكن شراء كميات أخري لحساب التصدير بسعر السوق. أضاف أن الشركة تقوم الآن باستكشاف الأسعار العالمية بعد خروج مصر من السوق العالمي. قال إن الأسواق التقليدية مثل سوريا وليبيا والسودان بها مشاكل سياسية بسبب ثورات الربيع العربي. وهناك أسواق أخري في دول الخليج وتركيا وروسيا. مشيراً إلي أن الأرز المصري مازالت له أفضلية في الأسواق العالمية. قال إن السعر المحلي حالياً للأرز الشعير 1700 جنيه للعريض.. و1700 جنيه للرفيع. أوضح أن هناك مشاكل تواجه توريد الأرز التمويني في قبلي بسبب إضراب سيارات النقل. يؤكد عبدالفتاح متولي.. تاجر جملة.. أن أسعار الأرز الأبيض تراجعت في الأسواق لتسجل 2600 جنيه في الجملة. و2750 جنيهاً لأفضل الأنواع.. ويباع الأرز للمستهلك بسعر 300 قرش للسائب و350 قرشاً لأفضل الأنواع. قال إن الفلاح حائر فيما تبقي لديه من محصول بسبب حصة التصدير القليلة. أضاف أنه يجب زيادة حصة التصدير حتي يمكن تصدير فائض الموسم الماضي. أو الموسم الحالي. قال إن هناك 25% من محصول العام الماضي تمت إضافتها علي محصول العام الحالي.. وإنه في حالة عدم تصريف هذا الفائض فإن الأرز سوف يتعرض للتلف. أضاف أن مشكلة نقل السلع التموينية أصبحت تؤثر مؤخراً علي السلعة بالأسواق لأنه إذا استمر هذا الأمر لفترات طويلة فإن أسعار الأرز سوف تأخذ في الارتفاع من جديد.