في الشريعة الاسلامية نقطع يد السارق إذا سرق مالاً بنصاب معين في ظروف معينة في بالنا إذا كان المسروق طفلاً بل اطفالاً ثم بيعهم لآخرين ليصبحوا دون حق أبناء لغير أبويهم فيرثون فيهم ويختلطون بمحارمهم علي انهم أبناؤ هم. ويصبح مما يعاقب مرتكب مثل هذه الجريمة المركبة خاصة إذا كان من المؤتمنين في المستشفيات علي الولادة في أعلي حالات ضعف أمهاتهم الدكتور أحمد كريم استاذ الشريعة بجامعة الازهر يبدأ كلامه بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يقول: ثلاثة لاينظر الله إليهم ولايكلمهم ويزكيهم وعد منهم رجلاً باع حراً فأكل ثمنهو الحديث يدل علي حرمة بيع الآدمي الحر.. وتوعد النبي صلي الله عليه وسلم فاعله بأشد العذاب وسوء العقاب. ويضيف: أن الله سبحانه وتعالي قال في كتابه العزيز.. ولقد كرمنا بن آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا "سورة الاسراء وقال عز وجل ولاتفسدوا في الارض بعد اصلاحها "سورة الاعراف" قال سبحانه وإذا تولي سعي في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد.. وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد.. وبناء علي ما تقدم فبيع الادمي الحر من أبشع وأفظع الجرائم والجنايات.. وتزداد بشاعة الجريمة عندما نعرف ان الفاعلة من المفترض انها أمينة علي خطف اطفال لبيعهم بما يؤدي إلي سوء استخدامهم وربما تغيير ديانتهم وحرمان أسرهم منهم وإعادة للرق المحرم والمجرم عالميا ودوليا. أو خلط الانسان والصاق البعض بالبعض دون وجه حق. أشار إلي انه يجب في حالة التيقن والتثبت بواسطة العمل القضائي إنزال أعلي العقوبات التعزيرية الرادعة لقول الله تعالي "فاعتبروا يا أولي الابصار".و كما أكد د. أحمد كريمة علي أنه يجب تغليظ العقوبات في هذه الجرائم إلي درجة الاعدام.. لأن قيمة الادمي من أعلي القيم في الدنيا.. وبدن الادمي ومصلحته فوق أي اعتبار. ويقول فضيلة الشيخ علي أبوالحسن رئيس لجنة الفتوي بالازهر الشريف سابقا: في حديث رواه الامام البخاري عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم.. قال الله تعالي في حديثه القدسي: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطي بي ثم غدر.. ورجل باع حرا فأكل ثمنه.. ورجل أستأجر أجيرا فاستوفي منه "أي العمل" ولم يعطه أجره".. أوضح الشيخ أبوالحسن أنه مما سبق يتضح لنا ان من خلقه الله ملك لله وحده لايجوز لانسان أن يبيع شيئا منها ولو ظفر في اصبع.. كان هذا الاصبع جزءا من جسده لان الانسان بنيان الله.. ملعون من هدمه.. كما جاء في الحديث. وبين الشيخ علي أبوالحسن أن الانسان كما جاء وسبق ذكره لايباع ولايشتري إلا إذا كان عبدا.. وقد انتهي عصر العبيد.. أما الاحرار فلايباعون.. والاعتداء علي حرياتهم أشد خطرا في نظر الاسلام من الاعتداء علي أرواحهم. وأكد فضيلة الشيخ أبوالحسن ان من باع الاحرار الذين من امهات وآباء احرار عقوبته في الدنيا تعادل عقوبة القتل.. وفي الآخرة فإن الخصم هو الله وحده.. ولذا يقول سبحانه "ومن كنت خصمه فقد خصمته" يعني لانني لست محتاجاً إلي دليل ولا إلي شاهد.. فإني اراه وأعلم ما توسوس به نفسه وأنا أقرب إليه من حبل الوريد. و أكد الشيخ علي أبوالحسن ان اعتداء هؤلاء المجرمين.. اعتداء علي حق الله.. وعلي ملك الله.. مشيرا إلي أن ما يفعلونه أشد جرماً من قتل النفس.و وقال إنه يجب ان يسن من القوانين ما يعطي أشد العقوبات علي هؤلاء الذين يبيعون الاحرار.و أما الشيخ ماجد محمد عبدالقادر الامام والخطيب بوزارة الاوقاف فيوضح أن من باع الاحرار الذين من أمهات وآباء احرار.. عقوبته في الدنيا تعادل عقوبة القتل.. أما في الآخرة فإن الله وحده هو الذي يقتص لذلك. وقال الشيخ ماجد إن هؤلاء المجرمين اعتدائهم في بيع الاحرار من الاطفال الذين يسرقونهم ويقومون ببيعهم اعتداء علي حق رب العالمين سبحانه وتعالي واعتداء علي ملك الله تعالي. واكد ان ما يفعلونه هذا هو أشد جرماً من قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.. وفي هذه الحالة أطالب بضرورة ان يكون هناك قانون يقوم بتوقيع أشد العقوبة علي هؤلاء الذين يقومون ببيع الاحرار من الاطفال الرضع.