عقد منتدي الوسطية للفكر والثقافة مؤتمره الأول بمصر عن التيارات السياسية الإسلامية وتحدي السلطة وحضره عدد من رموز التيارات الإسلامية السياسية بمصر والعالم العربي. قال د.ناجح إبراهيم القيادي بالجماعة الإسلامية إن وصول الإسلاميين إلي الحكم ليس نزهة سياسية كما يعتبرها البعض وإنما مسئولية ثقيلة عليهم تحمل تباعتها بالانتقال من فكر الجماعة إلي فكر الدول وأن فكر الجماعة يقوم علي الولاء عكس الدولة التي تحتضن المخالفين والمعارضين في الرأي والتوجه واختلاف الثقافات. طالب التيارات الإسلامية والسياسية ضرورة العمل بفقه فتح الذرائع بدلاً من الاعتماد علي سد الذرائع الذي يجسد المنغلقات في التعامل السياسي. فكما ورد في الإسلام سد الذرائع ورد علي الجانب المقابل فتح الذرائع. داعياً إلي أهمية العفو والمسامحة والابتعاد عن سياسة تصفية الحسابات استلهاماً من تجربة النبي عندما دخل مكة. وهي التجربة التي استند إليها نيلسون مانديلا عند تعليقه علي ثورات الربيع العربي. حذر من تكرار تجربة طالبان التي قادتها أفغانستان الدولة إلي فكر الجماعة فأضاعت الدولة والجماعة. وعدم مزايدة الإسلاميين علي الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي ومطالبته بالتطبيق الفوري للشريعة الإسلامية بما يمثل أمراً غير معقول. فما سعي الرسول إلي تطبيقه خلال 23 عاماً يرغب الإسلاميون من الرئيس مرسي تطبيقه في شهور معدودات. بينما قال الدكتور عبدالفتاح مورو القيادي بحركة النهضة التونسية إن الإسلاميين جاءوا إلي الحكم بعد 6 قرون طويلة كانت فيها الدول الإسلامية محكومة من المحتلين الخارجين الذين كانوا يعطون ويمنعون وفقاً لأهوائهم. واستطاعت الثورات العربية المجئ بالإسلاميين إلي رأس الحكم وعليهم أن يظهروا للناس الخير الذي وعدوهم به خلال الفترات السابقة علي الثورة. وأن يسعوا إلي احتواء الجميع فلا فضل لإخواني علي سلفي ولا لكلاهما علي علماني ولا ليبرالي. أضاف أن مصر هي الرمز والقيادة للدول العربية وأن الثوار التونسيين وأعضاء حركة النهضة يأتمرون بأمر المصريين ويقفون ومعهم وراءهم أو أمامهم حيثما أرادوا. وعليهم أن يتركوا توافه الأمور والسعي إلي التنمية منعاً لإتساع الفجوة بينهم وبين التيارات المتربصة بهم. قال د.طلعت عفيفي وزير الأوقاف إن وصول الإسلاميين إلي الحكم يساعدهم علي تنفيذ أحكام الشريعة وهذا يفرض عليهم مسئولية توفير الأمن والاستقرار والطمأنية وسد الحاجات الضرورية للمواطنين. مطالباً بألا يكون وصول الإسلاميين إلي الحكم ذريعة لنشر الاستبداد أو الطغيان في الرأي. بينما حذر منتصر الزيات رئيس منتدي الوسطية للفكر والثقافة الإسلاميين من الانشغال بنشوة الوصول إلي الحكم عن مطالب الجماعة الوطنية باعتبارهم شركاء في المسئولية.. والثورة شارك فيها الليبراليون والعلمانيون وغيرهم ممن لا ينكر أحد مشاركتهم في النجاح. أكد المهندس مروان الفاعوري الأمين العام لمنتدي الوسطية بالأردن أن الإسلاميين سيتكبدون خسائر فادحة حال تقديمهم إقامة الدين علي الحكم باعتبار أن بناء الإنسان أولي من الصراع السياسي. وأن الإسلاميين ورثوا تركة ثقيلة من الفساد والاستبداد لم يشاركوا فيها لكنهم مطالبون بالتعامل معها وأن يضعوا أمام أعينهم الفرق الكبير بين مرجعية طالبان ومرجعية أردوغان. موضحاً أن أهم التحديات التي تواجه الإسلاميين في الفترة الحالية حصار الزمن والخصوم في الداخل والخارج وتحقيق الإصلاح.