أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو استعداد مصر الدائم للقيام بدور رئيسي في المساهمة بتحمل مسئولية الأمن والاستقرار في أفريقيا من خلال الآليات المتاحة والجديدة. وقال ¢إن مصر تستضيف مقر قيادة لواء شمال أفريقيا التابع للقوة الأفريقية الجاهزة. كما بادرت باقتراح إنشاء مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاع. الذي أقرت إنشاءه قمة أديس أبابا في يناير 2011. أشار إلي أن مصر تتطلع في هذا الصدد للمضي قدما في تحويل هذه المبادرة إلي واقع ملموس علي الأرض واستضافة مركز إعادة الإعمار والتنمية في القاهرة. جاء ذلك في كلمة افتتح بها الوزير الملتقي رفيع المستوي للممثلين الخاصين لسكرتير عام الأممالمتحدة ومبعوثي الاتحاد الأفريقي للسلام في أفريقيا. حرص الوزير - في بداية كلمته - علي أن ينقل لأعضاء المؤتمر رسالة تحية وتقدير من الرئيس محمد مرسي وقال ¢إن ظروف وارتباطات عمل مسبقة حالت دون المشاركة بنفسه اليوم في المؤتمر¢. أوضح أن مصر بادرت قبل عامين بطرح فكرة انعقاد الملتقي. وتحرص منذ انعقاد الملتقي الأول بالقاهرة علي استضافته بشكل دوري سنوي. سعيا لتعزيز التضامن الدولي مع أفريقيا. ولخلق محاور جديدة للتعاون بين الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة والشركاء الدوليين لتحسين القدرة الجماعية علي منع وتسوية المنازعات وتحقيق الأمن والتنمية في القارة. أكد الوزير أن انعقاد الملتقي هذا العام جاء متواكبا مع تحديات وتطورات جديدة للسلم والأمن في أفريقيا. بدءا من منطقة الساحل والصحراء ومالي. مرورا بمنطقة البحيرات العظمي. ووصولا للسودان وجنوب السودان والقرن الأفريقي. إضافة لمخاطر الإرهاب والقرصنة والجريمة المنظمة. أشار إلي أنه رغم هذه التحديات. فإن انعقاد الملتقي يتواكب في الوقت نفسه وذكري مرور عشر سنوات علي قيام الاتحاد الأفريقي. مما يوفر فرصة مناسبة لتقييم ما تحقق من إنجازات بمجالات السلم والأمن والتنمية في أفريقيا خلال العقد الماضي. وليطرح تصورات حول كيفية تجنب وتسوية النزاعات الأفريقية خلال الحقبة القادمة. نبه وزير الخارجية إلي أن التحديات والمشكلات التي تواجه قارتنا سواء لتحقيق السلم والأمن والتنمية والحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان وتعزيز بناء السلام في مرحلة ما بعد النزاع مازالت بحاجة لتضافر الجهود للتوصل إلي حلول أفريقية يساندها المجتمع الدولي. كما تساند مصر جهود الاتحاد الأفريقي لتفعيل بنية السلم والأمن الأفريقية بكامل مكوناتها. وتعمل علي تأكيد ذلك من خلال عضويتها الحالية بمجلس السلم والأمن الأفريقي وفي إطار اتصالاتها مع الأممالمتحدة وكافة الشركاء الدوليين. قال الوزير ¢ولا يفوتني في هذا السياق أن أؤكد أهمية إجراء تقييم لمستوي التقدم المحرز لتفعيل عناصر البنية الأفريقية للسلم والأمن. والتي ينبغي أن تكون عبر آليات الوساطة والإنذار المبكر وحفظ وبناء السلام. والعمل علي تكاملها مع الأممالمتحدة. وأن أؤكد كذلك ضرورة مواصلة بناء قدرات المفوضية الأفريقية كمطلب لا غني عنه لتعزيز الأمن والاستقرار في أفريقيا وحتي تتمكن قارتنا من الاضطلاع بدورها في إدارة وتسوية النزاعات¢. أضاف ¢فبنية السلم والأمن الأفريقية تشكل ركيزة أساسية من ركائز التعاون القاري. ومنطلقا لتعزيز الملكية الوطنية لجميع دول القارة فيما يتعلق بجهود صنع وإحلال السلام وتحقيق الأمن والاستقرار. مما يتطلب إعطاءها أولوية ومساندة هياكلها عبر تمويل ثابت ومستديم. دعما لدور أفريقي أكثر تأثيرا وحيوية في معالجة نزاعات القارة. وحتي يتمكن الاتحاد الأفريقي من تنفيذ عمليات حفظ سلام أفريقية مستقلة بتفويض من الأممالمتحدة¢. من جانبه. أكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أهمية التعاون والتنسيق بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي مع الأممالمتحدة فيما يتعلق بنشر السلم والأمن في أفريقيا.