ادي القصف الجوي والاشتباكات العنيفة في أنحاء متفرقة من سوريا أمس ولليوم الثالث علي التوالي!! انهيار هدنة عيد الأضحي التي دعا إليها المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي. وأعلن طرفا النزاع الالتزام بها. وتبادل الجيش النظامي والجيش الحر الاتهامات بشأن المسئولية عن انهيار الهدنة وسط انسداد الأفق السياسي في البلاد بشكل شبه كامل. بدوره أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية نفذت ثلاث غارات جوية علي مناطق في ريف دمشق. وقال المرصد في بيان له ان القوات النظامية نفذت ثلاث غارات جوية علي مناطق بمحيط بلدات عربين وزملكا وحرستا في ريف دمشق. وحسب المرصد. شوهدت سحب الدخان تتصاعد من الغوطة الشرقية ووردت معلومات أولية عن خسائر بشرية. وتحاول القوات منذ نحو أسبوع السيطرة علي بلدات ومدن الغوطة الشرقية وتشتبك مع مقاتلين من الكتائب المسلحة في المنطقة. وقتل ما لايقل عن أربعة من القوات النظامية إثر هجوم نفذه مقاتلون من الكتائب الثائرة علي حاجز للقوات النظامية في بلدة عين ترما. وأفادت لجان التنسيق المحلية السورية بارتفاع أعداد القتلي علي يد قوات النظام إلي 17 شخصا معظمهم في دمشق وريفها ودير الزور. تأتي أعمال العنف رغم الإعلان عن هدنة بواسطة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي بين قوات النظام والمعارضة والتي دخلت حيز التنفيذ صباح الجمعة ويتم بموجبها وقف إطلاق النار خلال أيام عيد الأضحي الأربعة. وكان ناشطون سوريون قد أفادوا بارتفاع حصيلة قتلي يوم السبت علي يد القوات النظامية إلي 70 شخصا في مناطق متفرقة. في غضون ذلك. اجتاز 700 لاجئ سوري السياج الحدودي الفاصل بين الأردن وسوريا خلال اليومين الماضيين هربا من العنف في بلادهم وتم نقلهم جميعا إلي مخيم ¢الزعتري¢ للاجئين في محافظة المفرق الأردنية التي تبعد نحو 75 كيلومتراً شمال شرق عمان. من جانبه أكد محمد ياسين النجار عضو المجلس الوطني السوري أن حل الأزمة في سوريا لن يتم إلا بتسليم السلطة للشعب والانتقال إلي دولة مدنية ديمقراطية جديدة. وقال ياسين في تصريحات إعلامية ان النظام السوري لم يتعامل مع أية مبادرات دولية بشكل جاد. موضحا أن هدنة عيد الأضحي لم تستوف شروطها حتي يمكن أن تدخل في حيز التنفيذ. ولفت إلي عدم وجود مراقبين دوليين للوقوف علي اختراقات النظام مطالبا المجتمع الدولي بضرورة دعم الشعب السوري في مواجهة عمليات القصف الوحشية التي تنفذها قوات بشار الأسد. وكان رئيس المجلس العسكري للمعارضة في حلب قد وصف هدنة العيد في سوريا بأنها ¢ولدت ميتة¢. تأتي هذه التطورات في الوقت الذي توجه فيه المبعوث الأممي والعربي المشترك بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي إلي باريس في زيارة لفرنسا تستغرق يومين يلتقي خلالها مع عدد من المسئولين. ومن المقرر أن يلتقي الإبراهيمي خلال زيارته مع عدد من المسئولين الفرنسيين وممثلي المعارضة السورية لبحث آخر تطورات الوضع في سوريا وسبل التوصل إلي حل للأزمة علي ضوء الهدنة التي تم التوصل إليها خلال عيد الأضحي والجولة التي قام بها في دول الجوار ومصر والسعودية. وكان الإبراهيمي قد قام بزيارة لمصر في نهاية جولة شملت السعودية وتركيا وإيران والعراق والأردن ولبنان وسوريا. وفي خطوة قد تمهد الطريق لزرع بذور فتنة طائفية قد تتحول إلي حرب أهلية مريرة. كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه عقب انضمام مقاتلين من الطائفة السنية العراقية منذ شهور إلي صفوف الجيش السوري الحر للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. انضم الآن مقاتلون عراقيون من الشيعة لمساندة حكومة الأسد. وقالت الصحيفة في تقرير لها ان بعض الشيعة العراقيين قرروا الذهاب أولا إلي طهران ومنها إلي دمشق واختار البعض الأخر الذهاب بالأسلحة والمعدات بواسطة حافلات تقلهم من مدينة النجف العراقية إلي سوريا بحجة زيارة أحد الأضرحة الشيعية في دمشق. ولم يقتصر الأمر في سوريا علي تدفق المقاتلين العراقيين إليها بل أصبح يتدفق عليها مقاتلون من إيران ولبنان. الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر بإمكانية أن تصبح سوريا ساحة معركة إقليمية طائفية.