بدأت صناعة النسيج بمصر في العصور الوسطي وظهر ذلك بصفة خاصة في عصر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله. وكان الحكام يرتدون هذه المنسوجات ويمنحونها كهدايا علي بعض أفراد رعيتهم. وفي هذا السياق انشيء ما سمي ب "دار الطراز" وكانت تنقسم إلي قسمين: طراز العامة وطراز الخاصة. حيث كانت جهات حكومية تشرف علي انتاج تلك المصانع وتمدها بنسب الخامات المستخدمة. وفي هذا الصدد كانت الحكومة تحتكر بيع تلك المواد الخام وتحدد المهنة وكان عليهم تدوين ما يبيعونه في سجلات رسمية كما كانت دور الطراز في مكان خاص بحيث تطوي فيه الأثواب وتشد وتوضع في أوعية خاصة بها مستوي الموظفين مقاما وأحسنهم راتبا وأوسعهم سلطانا. وتشير احدي الوثائق البردية إلي شكل كل طراز في الأقاليم. إذ كان لناظر الطراز مساعدون في مصانع النسيج بمصر كما كان له مقر رسمي في العاصمة. وتشير الوثائق التاريخية في متحف النسيج المصري الي ان مدينة تنيس وحدها كانت تصدر إلي العراق وحدها من الأقمشة ما يبلغ قيمته 20 ألف دينار إلي 30 ألف دينار. كما كان يرد إلي مدينة تنيس نفسها كل عام نحو 500 مركب من موانئ الشام لشراء منسوجاتها وبالرغم من المنازعات السياسية بين الدولة الإسلامية والامبراطورية البيزنطية حيث ان العلاقات التجارية لم تتوقف. إذ كانت الامبراطورية البيزنطية في حاجة إلي بعض المصنوعات المصرية الممتازة. خاصة ما ينتج في تنيس ودمياط. وفي هذا الاتجاه عمل الأباطرة البيزنطيون علي شراء تلك الأنواع الفاخرة لتزيين قصورهم. فضلا عن ان البابوية نفسها كانت تستورد القماش من الاسكندرية لكسوة الجدران والمذابح والأعمدة في الكنائس. كما ان سيدات الطبقة الراقية من الأوروبيات كن يرتدين ملابس مصنوعة من القماش السكندري. فيما ان ورق البردي كانت تدون اسعار مختلف الملابس وهذا ما حدث في القرن الثالث الهجري.. التاسع الميلادي. ومما يذكر كان ثمن المنديل التنيسي دينارين وقيراط وهو يعادل نصف درهم أو 1/20 من الدينار.كذلك اشتهرت مدينة تنيس بإنتاج نوع شهير من الثياب للخلفاء الفاطميين عرف باسم البدنة. ويقال ان ملك فارس أرسل رسله إلي تنيس بعشرين ألف دينار للحصول علي هذه الأثواب. كما اشتهرت مدينة تنيس بإنتاج نوع من القماش يسمي المتعلمون. وكان يصدر الي الشرق والغرب. العمائم إلي فارس أيضا اشتهرت مدينة أسيوط بانتاج نوع من العمائم من صوف الخراف لا مثيل لها في العالم. وكان يصدر إلي بلاد فارس وعرف باسم الصوف المصري. كما كانت أخميم تصدر أثوابها الكتانية والصوفية الرقيقة التي كان يبلغ ثمن الواحد منها عشرين دينارا. اشتهرت المنسوجات المصرية قديما بالجودة خاصة الكتانية منها وكان انتاجها سنويا يتراوح بين 3.500 إلي 4.500 بالة وقد جنت مصر من تلك السلعة مبالغ ضخمة من الذهب وعلي أية حال بدأت تجارة النسيج تشح في الأسواق وتتدهور خاصة في الاسكندرية احدي قلاع النسيج بمصر منذ أواخر القرن 8 ه/14م لتدخل السلطان الأشرف برسباي في تحديد عدد النساجين واخضاعهم للرقابة الشديدة. الصوف والكتان والثياب الرفيعة علي الصعيد نفسه تشير الوثائق الي ن المصريين القدماء اعتقدوا ان نسيج الصوف من المنسوجات غير الطاهرة لهذا كان يندر استخدامه. إلا أن العصر الإسلامي تميز بصناعة الصوف ويليه الكتان في أهميته كمادة خام لصناعة المنسوجات. في الوقت الذي ازدهر فيه انتاج الصوف في مصر الوسطي والعليا. بجانب ان مصر الوسطي اشتهرت بإنتاج الصوف لوجود عدد كبير من تربية الخراف الذي كان يقوم علي رعيها القبائل العربية التي استقرت بالمنطقة في القرن ال 15ه/11م. ولقد كانت مدينة طما احدي أهم مراكز نسيج الصوف في مصر وقد اشتهرت طما بعمل ثياب الصوف الرفيعة وكذلك مدينة القيس بإنتاج نوع جيد من الصوف.. وتحكي الوثائق ان الخليفة معاوية مؤسس الدولة الأموية كان لا يدفأ في الشتاء إلا بهذا الكساء المصري. كذلك اشتهرت مدينة أسيوط أيضا بصناعة الصوف وكان يضع بها فرش قرمزي يشبه الأرمني. وقد اكتسب صوفها شهرة عظيمة في ذلك الوقت وكان يسمي بالصوف المصري ومصانع النسيج في تلك المدن كانت ملتزمة بإنتاج كميات من الثياب الصوفية حيث تعطي كنوع من الجزية.