** في مشهد مهيب.. وقف ضيوف الرحمن.. علي صعيد عرفات الطاهر.. قادمين من كل فج عميق. وقفوا يوحد بينهم إزار وقلوب بيضاء.. ليشهدوا منابع لهم.. شاكرين لله سبحانه وتعالي الفضل الكريم.. انطلقت قلوبهم بالدعاء.. في يوم ينظر إليه الملائكة.. نهر من الخير يتطلع إليه البشر جميعاً.. سائلين الله أن يرحمهم ويقبل حجهم.. ويغفر لهم ذنوبهم ليعودوا إلي أوطانهم.. كما ولدتهم أمهاتهم.. حنفاء لله يجنبهم خطايا الشك والاعتراض علي مشيئته. وأن تعود وحدتهم قوية فاعلة.. بنفس العزيمة والقدرة التي أقاموا بها الدولة الإسلامية.. وحضارتها. ** في صعيد عرفة يتطلع الحجاج إلي جبل الرحمة. حيث ألقي النبي "عليه الصلاة والسلام" خطبة الوداع.. مبادئ خالدة.. صادقة صائبة.. بعد أن أتم الله علي الدنيا نعمته ورضي لهم بالإسلام ديناً.. ونحن في هذا المشهد الكريم.. أو نتابعه.. ندعو للنفس والولد والأسرة والوطن.. بأن يحقق أمنياتنا في الخير والرخاء والتقدم.. وأن يحمي ديننا من مؤامرات الأعداء ويرشدنا الرد الصائب علي المشككين والمضللين.. ليهديهم إلي نور الإسلام وفضائله.. وألا نفصل بين يوم عرفة أمس.. وانطلاق المسلمين اليوم.. للاحتفال بالعيد.. بعد الصلاة في الحرم المكي. وطواف الإفادة.. إن الخير في المناسك لا يتجزأ.. والنهر يفيض بالخير علي قلوب المخلصين المؤمنين.. وكل عام وأنتم بخير.