ارتباط ظاهرة التحرش بالعيد أفسد علي البنات فرحتهن به وحولتها إلي ذكري أليمة من موقف غير إنساني تقابله الفتاة بشكل متكرر.. سواء تحرش لفظي أو باليد.. وأصبحت البنت تمشي في الشارع وعينها في وسط رأسها وربما تحمل آلية للدفاع في حقيبتها. أكد الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء دعمه الكامل ومساندته لجهود المجلس القومي للمرأة وللحملة المكثفة التي يقودها للتصدي لظاهرة التحرش التي تفاقمت بشكل كبير في الآونة الأخيرة في الشارع مما يهدد أمن وسلامة أفراد المجتمع بصورة عامة والمرأة المصرية بصورة خاصة. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه رئيس الوزراء بالسفيرة مرفت تلاوي رئيس المجلس. التي صرحت بانه تم خلال الاتصال بحث كيفية التعاون والتصدي لظاهرة التحرش والحد منها خلال أيام عيد الأضحي المبارك والدور الذي يمكن أن تقوم به كل جهة من الجهات المعنية للمشاركة في صيانة وحماية كرامة المرأة المصرية وإنسانيتها من المساس. مع ضرورة العمل علي إيجاد حلول فعلية علي المدي القريب وعلي المدي البعيد لحصر الظاهرة والحد من انتشارها. الظاهرة أدت أيضا إلي تعاطف الشباب المحترم مع الفتيات فنظموا عدداً من الفعاليات ضد التحرش وتبنوا دعوات مبتكرة لمواجهة المتحرشين منها دعوة اطلقها بعض الشباب علي الفيس بوك وسموها "التحرش بالمتحرشين"!! تسمية صادمة ولكن الفكرة تحديدا علي لسان اصحابها احنا مجموعة من الشباب. هدفها القضاء علي ظاهرة التحرش في العيد والسنة دي هننزل نمسك أي متحرش نقلعه بنطلونه وختم علي هدومه بكلمة "أنا متحرش" باستخدام الستنسل والاسبراي.. يالا أنضم لينا لو تعبت من الكلام وعاوز فعل بجد. شادي أبوزيد صاحب الدعوة علي الفيس بوك يشرح الهدف من الدعوة موضحا انه شارك من قبل في وقفات ضد التحرش وسلاسل بشرية ولكنها لم تمنع التحرش لذلك تحمس مجموعة من أصحابه للتصدي بأنفسهم للظاهرة بدأوها العيد الماضي عندما نزلوا لمحطة مترو الأنفاق "أنور السادات" بالتحرير وضبطوا فعلا حالات تحرش وسلموها للأمن بالمترو ولكن علي حد قولهم زجرهم الأمن لتدخلهم في عمله.. لذا كانت فكرة هذا العيد أن ينزلوا إلي الكورنيش باعتباره مكانا للتجمعات ويتصدوا للمتحرشين بطريقة بسيطة هي خلع بنطلوناتهم وتركهم بالملابس الداخلية كوسيلة للتشهير بهم وبالتالي منعهم من تكرار فعلتهم. ويضيف طرح الشباب مجموعة من الآليات الشبابية لعقاب المتحرشين مثل رش الاسبراي علي وجوههم أو حتي ضربهم والتحرش بهم ولكنهم يرفضون استخدام العنف وفي الوقت نفسه لا يتعاطفون مع المتحرشين بأي شكل لأنهم منعوا البنات من الاستمتاع بالعيد وما يفعله المتحرشون في رأيه نوع من "التهييس" وليس مجرد كبت جنسي. وعلي الجانب الآخر وعلي الفيس بوك أيضا طرح الشباب دعوة مماثلة في الهدف ولكن مختلفة في الاسلوب. دعوة لمواجهة شبابية عاقلة للتحرش واعلان منطقة وسط البلد خالية من التحرش خلال العيد من خلال حملة حركة بصمة وضد التحرش يشرحها حسن نصار قائلا: لدينا نحو 50 متطوعا سينتشرون في ميدان طلعت حرب والشوارع المتصلة به.. لجعلها منطقة آمنة خالية من التحرش علي مدار ايام عيد الاضحي المبارك بدءا من اليوم الثاني وانتهاء باليوم الرابع.. مهمة الشباب تأمين وحماية الفتيات من خلال المتطوعين المدربين ومهمة الفتيات التوعية والتعامل مع ضحايا التحرش كما يمثلن وحدة أون لاين لارشاد القادمين إلي وسط البلد من خلال التويتر والفيس بوك. طرحنا الأفكار الشبابية ضد التحرش علي الخبراء الذين رحبوا بالايجابية الشبابية ولكنهم اعترضوا علي الاسلوب العنيف أيا كان. ويحلل د.شحاتة زيان استاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ظاهرة التحرش باعتبارها تنم عن خلل يبدأ من غياب الثقافة الجنسية السليمة وحتي مخاطبة غرائز الشباب من خلال المواد المثيرة فأغلب المتحرشين شباب في سن المراهقة يمارسون سلوك التحرش لاثبات الرجولة وغالبا لا يعبأون بالضحية سواء سلوكها أو زيها. وبقدر اقتناع الخبير النفسي بضرورة نبذ المجتمع للتحرش إلا انه ضد تنفيذ الشباب العقاب بأيديهم مؤكدا ان تطبيق القانون بأنفسهم افتئات علي حق الدولة وان كان يفسر هذه الدعوات موضحا ان دور الشباب الايجابي يبدأ بسبب الانفلات الأمني وما نتج عنه من عدم ثقة في الأمن من منع التحرش من خلال حماية الفتيات وابعاد المتحرشين ويدعو إلي حملات اعلامية مكثفة رافضة للتحرش واستخدام العنف لأن العنف سيولد عنفا أكبر مع توجيه طاقات الشباب إلي السلوكيات الايجابية خصوصا ممارسة الرياضة ويري في مواجهة الشباب صورة للشرطة المجتمعية ولكن مازالت هناك تحفظات علي ممارسة المجتمع المدني لهذا الدور.