كشفت أجهزة الأمن بالقاهرة عن تشكيل عصابي يتزعمه عدد من الأطباء المشاهير تخصصوا في إجراء عمليات استئصال الكلي للبسطاء نظير مبالغ مالية ثم النصب عليهم.. ألقي القبض علي عدد من المتهمين وأحالهم اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لقطاع القاهرة للنيابة التي أمرت بضبط وإخطار الهاربين. قصة الجريمة المثيرة بدأت تنكشف بورود معلومات للرائد محمد الصعيدي رئيس مباحث قسم ثان مدينة نصر تفيد قيام عدد من الأشخاص باستقطاب الفقراء للتبرع بالكلي ومن بينهم عامل رخام "20 سنة" من محافظة بني سويف ومقيم بمنطقة حلوان وبتكثيف التحريات تبين أنه تم إخضاعه بالفعل لجراحة لاستئصال الكلي وإنه في حالة إعياء شديدة عقب العملية. بإخطار اللواء سيد شفيق مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بسرعة استدعاء المجني عليه لكشف ملابسات الواقعة والمتورطين فيها من خلال مناقشته في هذه الواقعة حيث أكد أنه تم إخضاعه لجراحة لاستئصال الكلي بأحد المستشفيات بطريق المنيب بعد الاتفاق معه علي منحه 10 آلاف جنيه إلا أنه عقب إجراء العملية لم يتحصل إلا علي 5 آلاف فقط. أضاف المجني عليه أنه تعرف علي شخص استغل ظروفه المعيشية الصعبة واقنعه بإجراء هذه العملية بعد أن أكد له عدم حدوث مضاعفات له مشيرا لوجود شخصين آخرين تم استدراجهما مثله للنصب عليهما وفي سبيل ذلك تم وضعهما في شقة بشارع المغسلة بعزبة أم محمود بالمطرية لإجراء الفحوصات اللازمة لهما استعداداً لتجهيزهما لإجراء عملية مماثلة. بتقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة لمداهمة الشقة المشار إليها توجه النقيب أحمد سليم معاون مباحث ثان مدينة نصر علي رأس قوة تمكنت من ضبط الضحايا الاثنين وتبين أن الأول سائق "21 سنة" مقيم بمنطقة العجوزة والثاني عامل "37 سنة" من منطقة طلخا بالدقهلية وبمواجهتهما اعترفا بما جاء بأقوال المجني عليه الأول وأنهما كانا في طريقهما لإجراء جراحة لاستئصال الكلي نظير 10 آلاف جنيه تم الاتفاق عليها مع الوسيط. توصلت التحريات التي قاد جمعها العميد عبدالعزيز خضر مفتش مباحث شرق القاهرة أن الضحايا يتم استدراجهم عن طريق 5 وسطاء نظير عمولة يتحصلون عليها من طبيب شهير استغلالا لظروفهم المعيشية الصعبة وحاجتهم للمال لعجزهم عن إيجاد وظائف في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وبتقنين الإجراءات أمكن إلقاء القبض علي ثلاثة من الوسطاء المتهمين وتبين أنهم فران "33 سنة" وسائق "27 سنة" مقيمان بالمطرية والثالث ممرض "43 سنة" مقيم بدائرة قسم ثان مدينة نصر في حين تمكن اثنان من المتهمين من الهرب. اعترف المتهمون الثلاثة أمام اللواء عصام سعد مدير المباحث الجنائية باتفاقهم مع المجني عليهم علي الحصول علي 10 آلاف جنيه بعد استغلال ظروفهم المعيشية الصعبة وأنه تم حجزهم في الشقة المشار إليها لعمل الفحوصات الطبية اللازمة لهم لحين إجراء عملية استئصال الكلي عقب ذلك ونقلها لعدد من الأثرياء الذين يقوموا بدفع آلاف الجنيهات نظير ذلك. تبين للواء سامي لطفي نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بأن المتهم الثالث يعمل ممرض بعيادة طبيب شهير أخصائي الكلي والباطنة بمنطقة مدينة نصر والذي يقوم بجمع المتبرعين عن طريق المتهمين واستضافتهم بالشقة المشار إليها لمدة اسبوعين قبل إجراء الجراحة لحين الانتهاء من التحاليل الطبية وايجاد من تتطابق معهم الفصائل. وتوصلت التحريات أن الطبيب المتهم يقوم بارتكاب جرائمه في مستشفي جامعي شهير بالاتفاق مع عدد من الأطباء المشاهير فتم علي الفور تشكيل فريق بحث لسرعة تحديد أشخاصهم وأشخاص الذين استفادوا من هذه العمليات بعد أن تبين أنهم يدفعون مبالغ مالية طائلة تصل في بعض الأحيان لنصف مليون جنيه في الوقت الذي يتم الاتفاق مع الضحية علي 10 آلاف ولا يتحصل علي نصفها وتحرر محضر بالواقعة وأحيل المتهمون للنيابة التي قررت حبسهم وسرعة ضبط وإحضار الهاربين.