مستشفي مدينة بدر المركزي والذي تكبدت الدولة في انشائه 190 مليون جنيه ويضم أحدث الأجهزة الطبية وأجهزة الاشعة وسرعان ما تحول كل ذلك لثروة معطلة كما تقول أمل عبدالمجيد محمد كاتبة طبية بعيادة النساء فالمستشفي الذي افتتح عام 2009 لخدمة سكان بدر والعاشر وطريق السويس والاسماعيلية وهم حوالي 38 ألف نسمة بالإضافة لحوادث الطرق يحتوي علي 100 سرير وقد تم رصد 18 مليون جنيه رواتب للأطباء والتمريض شهرياً ومع ذلك لا يقدم أي خدمة حقيقية للمدينة. "والدي مات بالطريق" أحمد حنفي موظف بمنطقة بدر الطبية يضيف ان مستشفي بدر يفتقد لأي خدمات رغم وجود أحدث الأجهزة التي كادت تتهالك قبل تشغيلها فقد أصيب والدي بجلطة في المخ وذهبت به لمستشفي بدر وللاسف لم نجد به أي طبيب طوارئ أو سيارة اسعاف ولا توجد سوي سيارة واحدة تابعة لحوادث الطرق وممنوعة من الاستعمال مهما كانت خطورة الحالة المريضة ومن ثم اضطررت لنقله بالمواصلات إلي المستشفي العسكري بحدائق القبة وللاسف توفي بالطريق لاننا وصلنا بعد ساعتين. "بيزنس الاسعاف" أمجد شعبان مدير المخازن يؤكد أن المستشفي حصل علي صفقة سيارات من ألمانيا عدده 108 سيارات إسعاف قبل الثورة وفوجئنا بعد 25 يناير بتوزيعها علي عدة مستشفيات مقابل مصالح شخصية والمستشفي خالي من سيارة إسعاف توحد ربنا. وقد تم اعدام كميات كبيرة من اللبن المدعم الخاص بالأطفال ويسمي "بيوميل وان " بسبب عدم وجود نظام حفظ جيد بالمخازن. فاتن علي احدي المرضي تؤكد خلو المستشفي من طبيب طوارئ والمستشفي خال من كل تخصصات الأطباء حضرت أحدي قريباتي للوضع فلم نجد سوي طبيب جراحة قام بإجراء عملية الوضع لها وللاسف توفي الطفل رغم نقلنا له في سيارة خاصة لمستشفي مدينة نصر علي بعد ساعتين من المستشفي وعند السؤال عن سبب الوفاة قال الأطباء انه تم وضعه في الشهر الثامن ولم يتم إسعافه. سهير أحمد مريضة تؤكد انها شاهدت طبيب الجراحة يقوم بإجراء عملية الطهارة للطفل علي المكتب الذي يتناول عليه الافطار والطفل يصرخ أثناء الجراحة لانها تمت بدون تخدير أو تعقيم. "طبيب التخدير بالديلفري" سماح حسن عطية تقص حكايتها مع مستشفي بدر فإنها وضعت بالمستشفي وتوفي جنينها لعدم تشغيل الحضانات رغم ان الحضانات تحتوي علي جهاز جلفينتور "تنفس صناعي" كذلك المستشفي يفتقد طبيب التخدير وهو لا يأتي الا بالطلب ويشترط عند الحضور ان يأتي لأكثر من حالة مهما كانت الخطورة. ويضيف أحمد عبدالوهاب مدير الإدارة الهندسية ان المستشفي به كامل المعدات والأجهزة وغرف غسيل كلوي وعناية مركزة رغم ذلك لم يتم رغم ان مريض الفشل الكلوي مثلاً أثناءالغسيل قد يحتاج إلي عناية مركزة والا تتعرض حياته للموت وهو ما يحدث وهي الوحيدة في بدر بلا طبيب ودكتور الاشعة يعالج الباطنة والعظام والطوارئ والأطفال ورغم افتتاح المستشفي عام 2009 تسبب اغلاق الرعاية المركزة في وفاة شابة تبلغ من العمر 26 عاماً كانت تعاني من فشل كلوي وتدهورت حالتها ولم يكن موجوداً الا دكتور قلب ولا يستطيع اسعافها وآخر الحالات لربة بيت اسمها السيدة زينب علي والتي توفت أيضاً بسبب اغلاق العناية المركزة رغم تدهور حالتها اثناء الغسيل الكلوي وايضاً توقفت عقود الصيانة مع الشركات التي يتعامل معها المستشفي. ويضيف أحمد رجب موظف بقسم المشتريات: ان الأطباء الموجودين في بداية افتتاح المستشفي كانوا يعملون بنظام التعاقد وأجر 5 آلاف جنيه وفي نفس الوقت يعملون بمستشفي دار الفؤاد ويوقعون فقط بالدفاتر دون الحضور. جنين مشوه قالت مني عبدالهادي موظفة بالمستشفي تحكي قصة حالة ولادة جاءت للمستشفي والمفروض ان تتم ولادتها طبيعياً ولاسباب ما تم تحويلها لقيصرية وتم فتح بطنها واخراج الجنين ولعدم وجود أكياس دم والحضانات مغلقة خرجت من المستشفي وبطنها مفتوحة لتحويلها إلي مستشفي الحسين الجامعي لاسعافها وللاسف توفي الجنين بالطريق وعند عمل شكوي ضدهم أوهموها بان الجنين كان مشوهاً. محمد علي من العاملين بالمستشفي يؤكد ان أغلبية الأجهزة التي يستخدمها الأطباء غير صالحة للاستعمال وتسبب في التشخيص الخطأ فجهاز المونيتو مثلاً معطل لخطأ بسيط في الكابلات الخاصة بالتشغيل مما يؤدي لقراءة الضغط بطريقة خاطئة. وتتعجب أمل صبحي من أحوال المستشفي الطبي خاصة انها تستعين بخريجي الدبلومات ومن لا يحملون أي شهادات لممارسة التمريض داخل غرفة العمليات فيتحول المرضي لحقل تجارب. محرقة مخالفة للمواصفات ويضيف أحمد أحمد كريت بأمن المستشفي ان بالمستشفي محرقة بدون ترخيص ومخالفة للمواصفات يتم حرق النفايات الخاصة بمستشفي حلوان العام بها ويومياً سيارتان نفايات خطرة ترسل لمستشفي بدر والمستفيد منها مادياً مديرية الشئون الصحية بحلوان ولا يعم علينا سوي الأمراض السرطانية والنزلات المعوية الناتجة عن حرق تلك النفايات الخطرة. دم فاسد ويري مجدي علي من سكان المدينة انه نتيجة للانقطاع المستمر في التيار الكهربي تعرض المستشفي لفساد أكياس الدم مما أدي لموت بعض المرضي فأغلق بنك الدم وتم إعدام جميع أكياس الدم. المهندس عبدالله الجويلي رئيس جهاز مدينة بدر أوضح ان المستشفي افتتح منذ 3 سنوات ويعمل بكامل طاقته الطبية ويتبع وزارة الصحة ولا يخص الجهاز فيما يقدمه من خدمات طبية سيتم تدعيم المستشفي ب17 طبيباً أخصائياً قريباً.