أكثر من 800 أسرة بأسيوطالجديدة لم يستسلموا لليأس وانتظار الوظيفة الميري وقاموا باستصلاح أكثر من 3500 فدان اراض صحراوية بالوادي الأسيوطي وصرفوا عليها كل ما يملكونه وحولوها من صحراء جرداء إلي أرض خصبة أصبحت منتجاً أساسياً للقمح والمواد الغذائية الضرورية وكان قرار رئيس الوزراء السابق بتقنين أوضاع واضعي اليد علي أراضي أملاك الدولة والتي حولت أحلامهم إلي حقيقة ملموسة وتقدموا لتقنين أوضاعهم ولكن الحلم تبدد بسبب الروتين وفوجئوا بتهديدهم بإزالة زراعاتهم بحجة زراعتها غابة خشبية وجاءت الثورة وللأسف مازالت التهديدات مستمرة.. "الجمهورية" التقت بهم واستمعت إلي مشاكلهم. يقول صلاح محمد محمود موسي "أحد واضعي اليد بأسيوطالجديدة": اننا نزرع هذه الاراضي منذ أكثر من 15 عاماً وأملك 26 فدانا واضع يدي علي 30 فدان وفوجئنا بقرار بسحب هذه الاراضي لعمل غابة خشبية للاستفادة من مياه الصرف الصحي. أشار عاطف عبدالمنصف ريان إلي انه سبق وان تم حصر هذه الأراضي واستخراج حيازات زراعية وهي موجودة بالإدارة الزراعية بمركز الفتح كما يتم صرف مستلزمات الإنتاج الزراعي منذ عام 1983 وحتي الآن والبعض منا يقوم بشراء مستلزمات ارضه علي نفقته الخاصة من السوق السوداء كما سبق وان تم استدعاؤنا لتنفيذ قرار رئيس الوزراء بتمليك الاراضي لواضعي اليد وتقدمنا بصورة معتمدة من المستندات من الجهاز وبرقم مسلسل بهدف تقنين أوضاعنا مؤكداً انهم يقومون بتصدير محصول الرمان للدول الأجنبية. يضيف سيد رويشد فرحان ان لديه مساحة هو وأخوته والأرض هي مصدر الرزق الوحيد لأكثر من 20 فرداً وقد قمنا بزراعتها بعد بذل الجهد والعرق والمال واستصلاحها علي نفقتنا الخاصة وتم دق أكثر من 300 طلمبة مياه بالمنطقة كل طلمبة تصل تكلفتها أكثر من 400 ألف جنيه وقد تقدمنا بالعديد من الشكاوي لانهاء المهزلة في تدمير هذه المزارع التي أصبحت مصدراً للانتاج بمحافظة أسيوط خاصة بعد صدور قرار رئيس الوزراء السابق وتم تكوين لجنة من مندوبي المساحة والزراعة وهيئة الآثار ومندوب عن أملاك الدولة والذين قاموا بمسح شامل لهذه الاراضي تمهيداً لتقديمها للمحافظ لاعتماد تقنين أوضاعنا وقمنا بدفع الرسوم المقررة وتوجد ملفات كاملة لدي أملاك الدولة وجهاز مدينة أسيوطالجديدة وبعد الثورة تكرر نفس السيناريو وقمنا بدفع رسوم ألف جنيه علي كل فدان بإدارة "الملكية والتصرف" بالدقي ومازال القرار حبيس الادراج حتي الآن. يؤكد أحمد علي سالم بأنه قام باستصلاح وبذل كل ما لديه من جهد وأموال لاستصلاح هذه الاراضي واستطاع تحويلها من صحراء جرداء إلي أرض خضراء بها جميع الزراعات من موالح وقمح وزيتون ونخيل ومزارع للانتاج الحيواني تتغذي علي الإنتاج الطبيعي من هذه الأرض كما قامت بها أكثر من 50 مزرعة دواجن مما كان له أثر كبير في توفير فرص عمل والمساهمة في القضاء علي مشكلة البطالة وتوفير المواد الغذائية وكان لهؤلاء المزارعين الشرف في توريد معظم كميات القمح لمطحن عرب مطير سنوياً للمساهمة في حل مشكلة عدم توافر الدقيق وتقليل نسبة الاستيراد. يضيف علاء مرشد محمد.. أن الدولة بدلاً من ان تقوم بتشجيعنا وتمليكنا هذه الاراضي بتقنين أوضاعنا طبقاً لقرار رئيس الوزراء السابق وتوفير الأسمدة ومستلزمات الإنتاج والبنية الأساسية من كهرباء ومياه لتكون نواة لمدينة جديدة وقدوة لشباب الخريجين الذين ينتظرون الأعمال المكتبية بأن يتوجهوا إلي تعمير هذه الصحراء في ظل ثورة يناير فوجئنا بجهاز تنمية أسيوطالجديدة يطالبنا بالخروج من الأرض وتركها لهم مع العلم نحن استصلحنا هذه الاراضي قبل ظهور هذا الجهاز بسنوات مؤكداً انه مازالت الدولة تحارب الفقراء وتترك مافيا الاراضي من رجال الأعمال الذين استولوا علي آلاف الأفدنة. يؤكد يونس دياب أحمد علي ان الأرض قبل ذلك صدر لها قرار بتحويلها مزرعة خشبية لمشروع الصرف الصحي الخاص بالمحافظة ولكن طالب المجلس المحلي للمحافظة المنحل بإلغائها واستخدامها في مشروعات خدمية وذلك علي خلفية انها أصبحت مدخل طريق أسيوط البحر الأحمر الجديد وما يترتب علي وجودها من تلوث بيئي ومنظر غير جمالي وتحولها كمرتع للخارجين عن القانون لذلك طالبوا بإعادة تخصيصها ورحل النظام السابق بكل فساده ولكن للاسف مازال الجهاز يطالبنا بالخروج متسائلاً لماذا لا يتم تخصيصها لنا أو تأجيرها إذا كانت مشكلة التخصيص الاولي قد انتهت لاستكمال المشروعات الزراعية الناجحة وهل يعقل بعد ان تقدمنا بأوراقنا لتقنين أوضاعنا ان نعامل هذه المعاملة ونطرد منها بعد ان تكبدنا كل هذه الأموال. ينتقد ممتاز عبدالحفيظ تحويل الاراضي التي بذل فيها ملايين الجنيهات لاستصلاحها إلي غابة خشبية والحكومة بعد ان دوختنا كل مرة ترسل لنا لتقنين أوضاعنا ونتكبد مصاريف في السفر إلي القاهرة وقدمنا الطلبات بالهيئة العمرانية بعد ان قام مساح من المديرية بوضع خريطة واسطوانة للمنطقة ودفعنا ألف جنيه مقدما للفدان ولم يتم الرد حتي الآن مطالباً الرئيس مرسي بالتدخل وتقنين يد واضعي اليد من أبناء أسيوط الفقراء.